للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يزر النبي صلّى الله عليه وسلم، فعتب عليه في ذلك مع جلالة قدره، ويجاب عنه بما ذكره اليافعي في «تاريخه»: (أن شخصا من الأولياء يقال له: الشيخ محمد البغدادي، كان يسكن في رباط مراغة، قال: لما رجعت من زيارة النبي صلّى الله عليه وسلم إلى مكة .. فكرت في الشيخ نجم الدين، وعتبت عليه في قلبي كونه لا يقصد المدينة الشريفة ويزور، قال: ثم رفعت رأسي، فإذا به في الهواء مارا إلى جهة المدينة، ونادى:

يا محمد؛ كذا وكذا، وذكر كلاما نسيته) اه‍ (١)

ومن كراماته ما في «تاريخ اليافعي» أيضا: (أن الإمام علي بن إبراهيم البجلي اليمني قال له في بعض حجاته: تركت ولدي مريضا، فلعل تراه في بعض أحوالك، وتخبرني كيف هو، فزيّق الشيخ في الحال، ثم رفع رأسه وقال: ها هو قد تعافى، وهو الآن يستاك على سرير وكتبه حوله، ومن صفته كذا وكذا، وما كان رآه قبل ذلك.

ومنها: أنه طلع يوما في جنازة بعض الأولياء، فلما جلس الملقن عند رأسه يلقنه ..

ضحك الشيخ نجم الدين، فسئل عن سبب ضحكه، فقال: سمع صاحب القبر يقول: ألا تعجبون لميت يلقن حيا) (٢).

وذكر الشيخ اليافعي: (أن الشيخ نجم الدين الأصبهاني كان يصلي مدة فوق جبل أبي قبيس مقتديا بالإمام، مقلدا لبعض المذاهب، قال اليافعي: وكذلك أدركت الشيخ أبا هادي المغربي يصلي كذلك في جبال مكة مقتديا بإمام الجماعة، فأنكر عليه الناس، فكان يقول إذا جئت إليه: ما تقول في هؤلاء المتعوبون؟

قال اليافعي: ولعل سبب ذلك ما ذكره الإمام أبو حامد الغزالي أنه أدرك بعض الشيوخ بمكة لا يحضر الصلاة في المسجد الحرام، قال: فسألته عن سبب تخلفه، فذكر كلاما معناه أنه يدخل عليه في خروجه من الضرر أكثر مما يدخل عليه من النفع) اه‍ (٣)

وقد أثنى على النجم الأصبهاني جمع من العلماء؛ كالبرزالي، والصلاح الصفدي، والإمام اليافعي، والحافظ الذهبي.


(١) «مرآة الجنان» (٤/ ٢٦٤).
(٢) «مرآة الجنان» (٢٦١/ ٤ - ٢٦٢).
(٣) نقله صاحب «العقد الثمين» (٥/ ٢٧٤) عن كتاب لليافعي اسمه: «الإرشاد والتطريز في فضل ذكر الله وتلاوة كتابه العزيز».

<<  <  ج: ص:  >  >>