للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإليه انتهت رئاسة النحو بزبيد، وارتحل إليه الطلبة، وله تصانيف حسنة، منها شرح «مقدمة طاهر» شرحا جيدا.

توفي بزبيد حادي وعشرين شعبان من سنة ثمان وستين وسبع مائة، وقبره قبلي قرية النويدرة.

٤١٠٧ - [الإمام اليافعي] (١)

عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي الإمام العالم، العامل الصالح، العابد القانت، الأواب، فضيل مكة وفاضلها، وعالم الأبطح وعاملها.

قال الإسنوي: (كان إماما يسترشد بعلومه ويقتدى، وعلما يستضاء بنوره ويهتدى) (٢).

ولد قبل السبع مائة، وبلغ بالاحتلام سنة إحدى عشرة، وكان في ذلك السن ملازما لبيته، تاركا لما يشتغل به الأطفال من اللعب، فلما رأى والده آثار الصلاح عليه ظاهرة ..

بعث به إلى عدن، فقرأ بها القرآن، واشتغل بالعلم، وحج الفرض سنة اثنتي عشرة، وعاد إلى بلاده، وحبّب إليه الخلوة والانقطاع، والسياحة في الجبال، وصحبة الفقراء المتجردين.

ثم صحب شيخه الشيخ علي الطواشي، وهو الذي سلّكه الطريق، ثم عاد إلى مكة سنة ثمان عشرة، وتزوج، وأقام بها مدة ملازما للعلم، ثم ترك التزويج نحو عشر سنين يتردد في تلك المدة بين الحرمين.

ورحل إلى الشام سنة أربع وثلاثين، وزار القدس والخليل، وأقام بالخليل نحو مائة يوم، ثم قصد الديار المصرية مخفيا أمره، فزار الإمام الشافعي وغيره من المشاهد، وكان أكثر إقامته في القرافة في مسجد ذي النون المصري، وحضر عند الشيخ حسين الجاكي في مجلس وعظه، وعند الشيخ عبد الله المنوفي وغيرهما.


(١) «طبقات الشافعية الكبرى» (١٠/ ٣٣)، و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٥٧٩)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٩٦)، و «ذيل العبر» لابن العراقي (١/ ٢٢٥)، و «العقد الثمين» (٥/ ١٠٤)، و «الدرر الكامنة» (٢/ ٢٤٧)، و «النجوم الزاهرة» (١١/ ٩٣)، و «المنهل الصافي» (٧/ ٧٤)، و «طبقات الخواص» (ص ١٧٢)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ١٠٩)، و «شذرات الذهب» (٨/ ٣٦٢).
(٢) «طبقات الشافعية» (٢/ ٥٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>