للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم سافر إلى مكة، وتزوج، وأولد عدة أولاد، ثم عاد إلى اليمن سنة ثمان وثلاثين لزيارة شيخه الشيخ الطواشي، ومع هذه الأسفار لم تفته حجة في هذه السنين، ثم عاد إلى مكة، وأنشد لسان الحال: [من الطويل]

فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عينا بالإياب المسافر

وعكف على التصنيف والإقراء والإسماع، وصنف تصانيف كثيرة في أنواع من العلوم، منها: «المرهم في أصول الدين» و «روض الرياحين» و «ذيله» و «نشر المحاسن» و «تاريخه» ابتدأ فيه من الهجرة، وقصيدة نحو ثلاثة آلاف بيت في العربية وغيرها، ذكر أنها تشتمل على قريب عشرين علما، وبعض هذه العلوم متداخل كالتصريف مع النحو، والقوافي مع العروض، ونحو ذلك، وكتاب سماه: «الإرشاد والتطريز» (١) و «الدرة المستحسنة في تكرير العمرة في السنة» وغير ذلك، وله نظم رائق، وقلّما صنف مصنفا إلا وفيه نظم.

وكان كثير العبادة والورع، وافر الصلاح والبركة، والإيثار للفقراء، والانقباض عن أهل الدنيا، مع إنكار عليهم، كثير الإيثار والصدقة مع الاحتياج، وكان نحيفا، ربعة من الرجال.

وتوفي ليلة الأحد المسفر صباحها عن العشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وسبع مائة، وبيعت حوائجه الحقيرة بأغلى الأثمان، بيع له مئزر عتيق بثلاث مائة درهم، وطاقية بمائة، وقس على ذلك.

ومن شعره: [من الطويل]

ألا أيها المغرور جهلا بعزلتي ... عن الناس ظنا أن ذاك صلاح

تيقن بأني حارس شرّ كلبة ... عقور لها في المسلمين نباح

وناد بنادي القوم باللّوم معلنا ... على يافعي لا عليك جناح


(١) وقد طبع بحمد الله تعالى محققا بعناية أخينا الشيخ أنس محمد عدنان الشرفاوي بدار المنهاج.

<<  <  ج: ص:  >  >>