للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أميرا جليلا نبيلا، وكان هو وآباؤه ملوك صنعاء.

ثم إن الإمام صلاح الدين محمد بن علي بن محمد الهادوي جمع جمعا عظيما، وحط على صنعاء، وضيق على أهلها حتى دخلوا في طاعته، ودخل الإمام صلاح الدين صنعاء، واستولى عليها، وذلك في سنة ثلاث وثمانين وسبع مائة، وخرج الشريف داود من صنعاء، وقصد الأشرف إسماعيل بن العباس، فقابله الأشرف بالإجلال والإعظام، وأقام معه على الإعزاز والإكرام إلى أن توفي بزبيد في ذي القعدة من سنة ثمان وثمانين وسبع مائة.

٤١٥٨ - [حسن ابن علي باعلوي] (١)

حسن بن علي بن محمد بن علي بن علوي بن الفقيه محمد بن علي باعلوي.

قال الخطيب في «الجوهر»: (كان شديد الورع والزهد، مدققا فيهما.

اكترى مرة بعيرا يحمل عليه طعاما، فلما بلغ بالحمولة بعض الطريق .. بلغه أن ذلك البعير مع صاحبه حرام، فقال الشيخ لصاحب البعير: خذ البعير بما عليه، فأبى المكري أن يأخذ طعام الشيخ، فلم يدعه الشيخ حسن حتى أخذ الطعام؛ تورعا أن يأخذ شيئا حمل على حرام، وهذا من دقيق الورع) (٢).

ونظيره ما يحكى عن بعض رجال «الرسالة»: أنه حبس، فحملت إليه أخته طعاما من ثمن غزلها، وأوصلته على يد السجان، فلم يأكله، فعاتبته على ذلك، فقال: الطعام حلال، ولكنه وصلني على طبق حرام (٣).

ومن دقيق ورع الشيخ حسن المذكور: أنه دخل عليه بعض أوقات الصلاة وهو عند بئر سانية وقد غاب أحد سناتها، فأمر الشيخ صبيا أن يربط على الساني الأدلاء ويصبها حتى يتوضأ، ففعل ما أمره به، أو الصبي فعل ذلك بغير أمر الشيخ، فلما توضأ الشيخ وصلّى ..

بحث عن سن الصبي، فإذا هو لم يبلغ، فسأل عن رشيد الصبي، فلم يجد له رشيدا، فتحير الشيخ فيما فعل الصبي، فقيل له: الصبي يرضى لك بذلك، وما يريد منك إلا البركة، فأبى الشيخ، ولم يزل مكانه حتى أرسل إلى والي البلد، ورشد على ذلك الصبي


(١) «الجوهر الشفاف» (٣/ ٣٢)، و «البرقة المشيقة» (ص ٤١)، و «المشرع الروي» (٢/ ٩٠).
(٢) «الجوهر الشفاف» (٣/ ٣٣).
(٣) هو ذو النون المصري رحمه الله تعالى، انظر القصة في «إحياء علوم الدين» (٣/ ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>