للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حلقته تزيد على المائتين، يقرءون عليه في الفقه والنحو والأصول وغير ذلك؛ فإنه كان عارفا بالأصول والفروع على مذهب الحنفية، والنحو واللغة، والحديث والتفسير، والقراءات السبع، والمنطق، والمعاني والبيان، مع الزهد والورع والتواضع.

قال: وقرأت عليه «العوارف» وكتابه الذي صنفه في فروع الحنفية بأمر الأشرف، ونال من السلطان الأشرف شفقة تامة، واحتراما زائدا، واعتقادا حسنا، أعطاه بعدن ألف دينار، وبزبيد لما دخلها منكسرا ألفا أخرى، ولما خرج منها قاصدا الحج .. ألف ثالثة، وعرض عليه القضاء الأكبر بقطر اليمن، فامتهل إلى وقت رجوعه من الحج، ثم سار من زبيد إلى مكة المشرفة للحج في شوال من السنة المذكورة، فحج ورجع إلى بلده على طريق العراق في سنة أربع وتسعين وسبع مائة) (١).

ولم أقف على تاريخ وفاته.

٤١٨٦ - [أبو بكر بن علي باعلوي] (٢)

أبو بكر بن الشيخ علي بن علوي بن أحمد باعلوي.

ارتحل إلى عدن لطلب العلم، فقرأ على القاضي محمد بن عيسى الحبيشي ولازمه، واعتنى به القاضي الحبيشي، وقام بأمره أحسن قيام، وذلك بوصية من والد الشيخ على ما ذكرناه في ترجمة والده في العشرين قبل هذه (٣)، فأدرك، وبرع في العلم في مدة يسيرة.

يقال: إنه ورد سؤال من السلطان على القاضي محمد بن عيسى الحبيشي، فلم يظهر له جواب، فأوقفه على فقهاء البلد وطلبتها (٤)، فلم يظهر لهم الجواب، ثم عرضه على أبي بكر المذكور، فأجاب عنه بأتم جواب، فلما بلغ السلطان خبره .. أرسل إليه، وسلطه على خزانة الكتب ليأخذ منها ما شاء، فلم يأخذ منها شيئا؛ تورعا، إلا أنه وجد «التنبيه» بخط مؤلفه الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، فأخذه للتبرك به.

ولم أقف على تاريخ وفاته، وذكرته في هذه المائة؛ لأنه كان موجودا بها يقينا، والله سبحانه أعلم.


(١) «طراز أعلام الزمن» (١٧٤/ ٣ - ١٧٧).
(٢) «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٢٧)، و «غرر البهاء الضوي» (ص ٣٢٦)، و «المشرع الروي» (٢/ ٤٢).
(٣) انظر (٦/ ٣٠٣).
(٤) في هامش (ت): (صوابه: فأوقف عليه فقهاء البلد).

<<  <  ج: ص:  >  >>