للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمنظوم، ومن محاسن شعره القصيدة البديعية التي أودعها سائر فنون البديع، وشرحها شرحا شافيا، وله عدة قصائد في مديح المصطفى صلّى الله عليه وسلم.

ومدحه عدة من فضلاء الشعراء.

ومن محاسنه الدينية المدرسة التي أنشأها بزبيد، ورتب فيها إماما ومؤذنا وقيما، ومدرسا وطلبة على مذهب الإمام أبي حنيفة، ومدرسا وطلبة على مذهب الإمام الشافعي، وأوقف على الجميع وقفا جيدا يقوم بكفايتهم، وكانت عمارته للمدرسة سنة خمس وتسعين وسبع مائة.

يقال: إنه لما عزم على عمارة المدرسة .. اشترى أرضا، وحفر فيها بئرا للماء، ثم استعمل من الأرض المذكورة آجرا، ونقل منها الطين إلى المدرسة، فكان جملة الآجر والطين من تلك الأرض؛ احترازا منه أن يدخل في عمارتها شيئا لا يملكه، وهذا شيء لم يسبقه إليه أحد.

ومن محاسنه التي فاق بها أبناء جنسه وكثيرا من غيرهم: أن مأكوله وملبوسه ونفقات أهله وأقاربه وعمارة بيوته وأراضيه وجميع ما يتصدق به من غلة أرضه التي يملكها ..

لا يستعمل في ذلك شيئا من غيرها أبدا!

وكان كثير الصدقة على أقاربه وجيرانه وغيرهم، لا يسأل شيئا فيردّ سائله خائبا رحمه الله.

وقد بسطت ترجمته في التاريخ المختص بالثغر (١).

٤١٩٩ - [عبد اللطيف بن أبي بكر الشرجي] (٢)

الإمام العالم الحافظ أبو عبد الله عبد اللطيف بن أبي بكر بن أحمد بن عمر الشرجي- نسبة إلى الشرجة بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وكسر الجيم، ثم هاء تأنيث، قرية مشهورة فيما بين حيس وزبيد، بها ولد أول شوال سنة سبع وأربعين ونشأ، فنسب إليها- المالكي نسبا، الحنفي مذهبا، سراج الدين، شيخ نحاة مصره، وإمامهم في عصره.


(١) انظر «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ١٢٠).
(٢) «العقود اللؤلؤية» (٢/ ٣١٤)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٨٤)، و «إنباء الغمر» (٢/ ١٢١)، و «الضوء اللامع» (٤/ ٣٢٥)، و «بغية الوعاة» (٢/ ١٠٧)، و «شذرات الذهب» (٩/ ٣٢)، و «المدارس الإسلامية» (ص ٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>