للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وارتحل إلى زبيد لطلب العلم سنة اثنتين وستين وسبع مائة، فقرأ في النحو والآداب على الفقيه أحمد بن عثمان بن بصيبص، وأدام مجلسه إلى أن مات، ثم أخذ عن الفقيه محمد بن أبي بكر الزوكي، واستمر عوضه في تدريس النحو بالمدرسة الصلاحية، فأفاد واستفاد، وانتشر ذكره في البلاد، ورحل إليه الطلبة من أنحاء اليمن، وأخذ الفقه عن الفقيه علي بن عثمان المطيب، والفقيه عثمان بن أبي القاسم القرتبي، والفقيه أبي يزيد السراج، وأخذ الحديث والتفسير عن المقرئ علي بن شداد.

وجمع كتبا كثيرة بخطه وبغير خطه، وضبطها أجود الضبط على الأمهات المنسوبة، واستمر مدرسا في الفقه بالدحمانية.

وقرأ عليه الأشرف الغساني «مختصر الحسن بن أبي عباد»، ثم «مقدمة طاهر»، ثم «لمع ابن جني»، ثم «جمل الزجاجي»، وغير ذلك من كتب النحو.

وبإشارة السلطان شرح «ملحة الإعراب» شرحا مفيدا، ونظم «مختصر الحسن» و «مقدمة طاهر»، واختصر كتاب «المحرر» في النحو، وصنف كتابا سماه: «الإعلام بمواضع اللام في الكلام».

وكان قدره عظيما، ومحله جسيما، إلى أن توفي سنة ثلاث وثمان مائة رحمه الله (١).

وكان له عدة أولاد أفقههم وأعقلهم وأكملهم أحمد، وهو أوسطهم سنا، ساد في زمن الشباب، وبرع في الفقه والنحو والآداب، وأخذ عن والده، وجماعة من فقهاء عصره، وتفنن ودأب، وحصل كثيرا مما طلب، وكان حسن الخط، جيد الضبط، عارفا ذكيا، ناسكا تقيا، حافظا مرضيا.

٤٢٠٠ - [الملك الأشرف بن الأفضل] (٢)

السلطان الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل العباس بن المجاهد علي بن المؤيد داود بن المظفر يوسف بن المنصور عمر بن علي بن رسول الغساني الجفني.

ولد رابع ذي الحجة سنة إحدى وستين وسبع مائة.


(١) كذا في «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٨٥)، وفي باقي المصادر: توفي سنة (٨٠٢ هـ‍).
(٢) «العقود اللؤلؤية» (٢/ ٣١٦)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٢٢٢)، و «السلوك» للمقريزي (ج /٣ ق ١٠٧٤/ ٣)، و «إنباء الغمر» (٢/ ١٥٨)، و «النجوم الزاهرة» (١٣/ ٢٥)، و «الدليل الشافي» (١/ ١٢٤)، و «الضوء اللامع» (٢/ ٢٩٩)، و «شذرات الذهب» (٩/ ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>