للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأعطاه، فنزل إليه، فأنعم عليه الناصر، ووجه به إلى زبيد صحبة الأمير محمد بن زياد الكاملي، وتوجه الناصر إلى حلي، فلقيه صاحبها إلى البرك بهدايا وتحف، وترجل له، ومشى تحت ركابه، وسأل منه إقالة العثرة، وحمل إليه القرآن العظيم وقال: إن هذه البلدة ضعيفة لا تحتمل وطأة السلطان، فقبل منه، ورده إلى بلاده سالما مسرورا بعد أن قرر عليه أن يقود في كل سنة إلى بابه خمسين فرسا، ورجع الناصر إلى جازان، فأمّر عليها أحد الأشراف من قرابة صاحبها، ثم رجع إلى زبيد، فاستشفع إليه صاحب جازان بعلماء زبيد وصلحائها، وكان محبوبا عند كافة الناس لفعله الخير، فشفعهم فيه، وخلع عليه خلعا، وضرب له طبلخانة بأربعة أعلام، وكساه من ملابيسه، وأعطاه عشرين ألف دينار وخمسين عبدا، وسيره إلى بلاده مكرما، وأمر سائر أمرائه أن يشيعوه إلى بيت الفقيه ابن عجيل (١).

***

[السنة العاشرة بعد ثمان مائة]

[ ...... ] (٢)

***

[السنة الحادية عشرة]

فيها: وصل ابنا سعد الدين المجاهد إلى الملك الناصر مستنجدين به على الحطي الكافر، فواجهاه بتعز، فأكرمهما، ووعدهما النصرة، وقام المقرئ إسماعيل في ذلك أتم قيام، فخطب الناس وحثهم، وحث الناصر على نصرتهما، فأجابه إلى ذلك، ثم حصل من كسر على الناصر حتى ثناه عن عزمه في ذلك (٣).

***

[السنة الثانية عشرة]

في يوم الجمعة ثالث وعشرين جمادى الآخرة منها: توفي الشيخ معوضة بن تاج الدين جد السلاطين بني طاهر بن معوضة، والأديب البليغ علي بن محمد بن إسماعيل الناشري.


(١) «بغية المستفيد» (ص ١٠٥).
(٢) بياض في الأصول.
(٣) «السلوك» للمقريزي (ج /٤ ق ٨٣٩/ ٢)، و «إنباء الغمر» (٢/ ٢٣٨)، و «بغية المستفيد» (ص ١٠٦)، و «الدولة الرسولية في اليمن» (ص ١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>