للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنعوا منه أهله رأسا، فأرسل المظفر إلى زبيد الطواشي محسن، والصياحي، والوجيه ابن حسان، والشيخ شمس الدين علي بن طاهر بن معوضة، فلما علم نجيب بوصولهم .. لزم المفضل المذكور، فلما دخلوا زبيد .. خرج نجيب بالمفضل إلى تعز في ثامن ربيع الآخر من السنة المذكورة، واستشهد المفضل [ .... ] (١).

٤٢٥٦ - [أحمد الناصر بن الظاهر] (٢)

القاتل أحمد الناصر بن الظاهر يوسف بن عبد الله بن المجاهد علي بن المؤيد داود (٣).

أرسل العسكر بزبيد بعد لزوم المفضل إلى المظفر يطلبون الجامكية فلم يصلهم منه شيء، فقالوا: إن المظفر غير صالح للملك، فخرجوا إلى حيس يلتمسون من بها من أولاد الملوك، فوجدوا الناصر المذكور، فسلطنوه، وزفوه إلى الدار الكبير الناصري بزبيد، وذلك في سلخ جمادى من سنة ست وأربعين، ولم يكن بذاك، ونهبت العبيد في أيامه نهبا فاحشا، ولم يسلم من النهب إلا بيوت القضاة، وقتل من أهل زبيد أربعة نفر، ومن العبيد واحد، وخرج في شعبان السلطان لمباشرة نخل وادي زبيد، فقام نحو خمسين من عوارين أهل زبيد ليغلقوا أبواب المدينة، وظنوا أنهم لا يغلبون، فأغلقوا الأبواب، وأتوا إلى باب الشبارق ليغلقوه، فوجدوا عسكر السلطان عليه، فحاصوا حيصة حمر الوحش، ورجعوا هاربين، فتسوروا الدروب، واستجاروا ببيوت المناصب، ونهبت العساكر البلد نهبا شنيعا، ثم قدم الناصر البلد بعد صلاة المغرب، فأمر بالنهب وبقتل من وجد من صغير وكبير، فلم يبق لأهل زبيد باقية، ولم يسلم من النهب سوى بيوت جماعة من الدولة، وأصبحت زبيد خرابا كأن لم تغن بالأمس، ولقب هذا السلطان بالخاسر؛ لوقوع هذه القبائح في أيامه، [ثم لزم]، ثم إن العسكر أخرجوه من زبيد سالما إلى الطلحية هو وأولاده، وذلك في شهر ربيع الأول سنة ثمان مائة وسبع وأربعين، وقام بالأمر بعده الملك المسعود أبو القاسم بن الأشرف إسماعيل بن أحمد الناصر.


(١) بياض في الأصول، وانظر التكملة من «بغية المستفيد» (ص ١١٦).
(٢) «بغية المستفيد» (ص ١١٧)، و «اللطائف السنية» (ص ١٦٧).
(٣) كذا في «اللطائف السنية» (ص ١٦٧)، وفي «بغية المستفيد» (ص ١١٧): (أحمد الناصر بن الظاهر بن يوسف بن عبد الله المجاهد علي الرسولي).

<<  <  ج: ص:  >  >>