للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمعة هو وباقي العسكر، فاستولى السادة المشايخ علي وعامر ابنا طاهر بن معوضة على البلد، وقبضا حصونها، ونادوا فيها بالأمان لعامة الناس إلا آل كلد، فلهم مهلة ثلاثة أيام، ومن وجد منهم بالبلد بعد الثالث .. فدمه هدر، فتفرق آل كلد شذر مذر، منهم من خرج إلى زيلع، وإلى بربرة، وإلى سائر بر العجم، وخرج غالبهم إلى الشحر، ولزم جماعة ممن تخشى معرتهم، وقيدوهم، كالشهاب (١) الصياحي، والنقيب ابن عثمان وغيرهما، وأخرجا الأمير جياش السنبلي من عدن مطرودا، فخرج هو ومن معه من أهله وكانوا نحو الثلاثين، واستقر بموزع.

ولما دخل المشايخ عدن .. لزم المؤيد الجورة، فآمناه ولم يغيرا عليه حالا، بل جعلاه في بيت مجللا محترما، وأجروا عليه الكفاية، واشتريا منه ما معه من الخيل والسلاح وغير ذلك.

وأما المسعود .. فإنه لما استقر بهقرة عند الشيخ عبد الله بن أبي السرور كما ذكرناه، وخلت زبيد من المؤيد .. خرج العبيد إلى هقرة، ولازموا المسعود على الدخول معهم إلى زبيد، فاستوثق منهم بالأيمان، ودخلها متوليا لها يوم الاثنين ثاني رمضان، وأقام بزبيد إلى حادي وعشرين شوال، فلما رأى أمر العبيد غير منضبط له .. أرسل للشيخ عبد الله بن أبي السرور صاحب هقرة، فجاءه، وخرج في صحبته على نية السفر إلى تعز، فلما استقر بمدينة حيس .. خلع نفسه، ورجع العبيد إلى زبيد منكسرين، وبلغ المسعود مع الشيخ عبد الله بن أبي السرور إلى هقرة، فأقام بها مدة، ثم خرج من هقرة إلى مكة المشرفة صحبة الشيخ إسماعيل بن أبي السرور كما ذكرنا ذلك في ترجمته (٢).

وفي شهر القعدة من السنة المذكورة: قبض المشايخ بنو طاهر حصن التعكر باليمن (٣).

وفيها: وصل إليهما إلى عدن الشيخ يحيى بن عمر الثابتي، صاحب الحديدة، وحلف لهما، ودعا إليهما (٤).

***


(١) كذا في (ت)، وفي باقي الأصول: (كالوجيه).
(٢) «بغية المستفيد» (ص ١٢١).
(٣) «بغية المستفيد» (ص ١٢٢).
(٤) «بغية المستفيد» (ص ١٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>