للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: ما أخبرني الشهاب أحمد الحراني أيضا: أن أباه مرض بعدن مرضا شديدا، وطال مرضه، وغشي عليه في بعض الأوقات حتى ظن أهله أنه غشيه الموت، فبكوا عند رأسه، فأفاق وقال لهم: ظننتم أني مت؟ لا تشجنوا؛ أنا ما أموت إلا في رجب؛ لأن الشيخ أحمد الجبرتي قال لي: إن لله عتقاء في شهر رجب، وأرجو أن تموت فيه لتكون من عتقائه، قال: وذلك في جمادى الأولى أو ربيع، ثم هان ما به من شدة المرض، وبقي متألما ألما خفيفا لا يظن أنه يموت منه، واستمر به المرض إلى أن دخل شهر رجب، فدخل عليه عياله وأهله يطرحون عليه بركة الشهر، فقال لهم: استهل الشهر؟ قالوا: نعم، قال:

أديروا بسريري القبلة، فقلنا له: إنك في خير وعافية، فقال: أديروا بي القبلة، فلم يعذرهم حتى قلبوا به القبلة، فأخذ في الذكر والاستغفار إلى السحر، وتوفي آخر الليل أول ليلة من شهر رجب.

وبالجملة: فكرامات الشيخ أحمد الجبرتي كثيرة، ومناقبه شهيرة.

وتوفي رحمه الله ليلة السادس عشر من شوال سنة ثمان وستين وثمان مائة.

٤٢٧٣ - [الظافر عامر بن طاهر] (١)

السلطان الملك الظافر عامر بن طاهر بن معوضة بن تاج الدين القرشي الأموي العمري، كذا وجدت نسبته في «تاريخ زبيد» لحافظها الديبع، وكأنه منسوب إلى عمر بن عبد العزيز بن مروان الخليفة (٢).

كان كثير التردد إلى عدن للتجارة قبل أن يستولي عليها.

أخبرني عبد الله بن محمد بافضل الملقب: بامشتير-وكان ثقة-قال: دخلت عدن مرارا من طريق البر في قافلة عامر بن طاهر للتجارة قبل أن يلي. انتهى

ثم دخلها متوليا عليها يوم السبت رابع وعشرين رجب من سنة ثمان وخمسين وثمان مائة، وكان قد دخلها أخوه الشيخ علي بن طاهر، وكانت الخطبة والسكة باسمه في كل بلد افتتحها هو وأخوه مع أنه أصغر سنا من أخيه، وذلك برضى من أخيه الشيخ علي بن طاهر


(١) «روضة الأخبار» (ص ٢٣١)، و «الضوء اللامع» (٤/ ١٦)، و «بغية المستفيد» (ص ١٢١)، و «الأعلام» (٣/ ٢٥٢).
(٢) انظر «بغية المستفيد» (ص ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>