للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة الخامسة والسبعون]

في أول المحرم: دخل الشيخ عبد الوهاب بن داود إلى زبيد وصحبته الشريف علي بن سفيان-والملك المجاهد إذ ذاك بزبيد-فخرجا صحبة المجاهد إلى نخل المعازبة على طريق بيت الفقيه ابن عجيل، فقتلوا منهم جماعة، ونهبوهم نهبا عظيما، ثم رجع المجاهد إلى زبيد، وتقدم الشريف علي بن سفيان والشيخ عبد الوهاب بن داود إلى بيت حسين وبلد الزيديين ليأخذوا بثأر من قتل بقرية الشريج من الدولة، فحصل بينهم وبين الزيديين معركة قتل فيها الشريف علي بن سفيان ثاني عشر المحرم، ثم انتصر الشيخ عبد الوهاب عليهم، فقتل منهم نيفا على المائتين، ثم قدم زبيد رابع صفر (١).

وفي سابع عشر ربيع الأول: توفي شيخ الشيوخ إسماعيل بن أبي بكر الجبرتي الصوفي رحمه الله.

وفي ليلة الثاني والعشرين من ربيع الآخر: توفي أخوه الشيخ عبد الرزاق بن أبي بكر.

وفي رجب: قلد المجاهد القاضي شرف الدين إسماعيل بن محمد الأحمر شؤون الرعية بزبيد، وجعله مستوفيا، وأذن لأهل زبيد في بناء الخوص بشفاعته بعد أن كان منعهم من ذلك؛ خوفا من الحريق كما تقدم ذلك في سنة اثنتين وسبعين (٢)، ولم يقبل في ذلك شفاعة قاضي القضاة الطيب الناشري، ولا شفاعة غيره، ثم عزم المجاهد من زبيد إلى عدن، وعيّد بها عيد الفطر، وخرج إلى ساحل حقّات لصلاة العيد على جاري العادة وكان قد طلع على جبل حقّات جماعة من غوغاء يافع وغيرهم ليتفرجوا على دخوله، فلما فرغ من الخطبة والصلاة، وسار للدخول إلى البلد .. وقع بين المتفرجين على الجبل مراماة بالحجر، فلما قرب السلطان من الباب .. وجه سفهاؤهم رمي الحجر إلى جهة السلطان، فلما رأى الحجر تقع على عسكره من الجبل .. وقف، ودعا كبراء يافع ونقباءهم وهم: النقيب باكسامة، والنقيب طاهر، والنقيب أحمد، وكانوا معه بحقات، فقال: ما هذا إلا بيعة في البلد، فقالوا: حاشى يا مولانا، وإنما الجهلة من المتفرجين وقع بينهم مزاحمة على الموضع أفضى إلى المراماة، فأمرهم أن يتقدموا بقطعة من العسكر وينزلوا المتفرجين من الجبل، فتقدموا إليهم، وأنزلوهم الجميع، فدخل الشيخ رحمه الله إلى المدينة سالما.


(١) «بغية المستفيد» (ص ١٣٨).
(٢) انظر (٦/ ٤٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>