للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج منه للقائه، وأرسل مع الشريف طائفة من جنده وأمرائه إلى بستان حائط لبيق، وقال الشريف هناك إلى العصر، ثم دخل من باب الشبارق دخولا معظما، ودخل على المنصور في الدار الكبير الناصري، فأكرمه وعظمه، وأعلى منزلته، وطلب القضاة والعلماء والأمراء والأعيان لحضور الضيافة، وكان يوما معظما أظهر فيه الملك المنصور التواضع والبرّ لذرية رسول الله صلّى الله عليه وسلم والقيام بواجب حقهم، ثم أنزله بدار المعاصر، وأعطاه مالا جزيلا، ولم يزل عنده محترما إلى أن طلع المنصور إلى تعز سابع عشر الشهر المذكور، وخرج الشريف المذكور لوداعه، فلما رجع .. منع من دخول المدينة إلا بإشارة من المنصور، فنزل الشريف بقرية النويدرة أياما، ثم توجه إلى بلده ثالث وعشرين الشهر المذكور (١).

وفي هذه السنة: وقّع بعض الكتاب إلى المنصور أن الشرف الأحمر وأصحابه أخذوا من مال السلطان أشياء مختلفة الأنواع، فرسّم على الشرف الأحمر وأصحابه ومنهم الفقيه محمد الشجون، وأدّبهم، وعزلهم عن وظائفهم، وولى الفقيه وجيه الدين عبد الرحمن بن إبراهيم العلوي والفقيه محمد الهمام في عمالة الديوان، وقاضي حيس الفقيه أحمد البجلي الاستيفاء، ثم استدعى المنصور بالقاضي شرف الدين أبي القاسم بن محمد الجلاد من مدينة عدن، وولاه وظيفة الاستيفاء بزبيد في أوائل ذي القعدة من السنة المذكورة (٢).

وفي تاسع عشر ذي الحجة: وقع بزبيد حريق عظيم، واحترق في المدرسة العفيفية رجل يسمى بابن مجمل، وكان يوما عظيما، واحترق من شجر العنب شيء كثير، فلهذا تعرف عند أهل زبيد بحرقة العنب (٣).

***

[السنة السابعة والثمانون]

في عشرين المحرم منها: توفي الأمير أحمد بن فخر الدين السنبلي.

وفي ليلة الاثنين ثاني عشر صفر: توفي العالم العامل العلامة تقي الدين عمر بن محمد الفتى بن معيبد الأشعري، عالم زبيد ومفتيها.


(١) «بغية المستفيد» (ص ١٦٠).
(٢) «بغية المستفيد» (ص ١٦١).
(٣) «بغية المستفيد» (ص ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>