للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي العشرين منه: توفي الفقيه جمال الدين محمد بن علي الحداد المعروف بصاحب الذراع نفع الله به.

***

[السنة الثانية والتسعون]

في عاشر ربيع الآخر منها: عدا أناس من بني غبيق على الجمال محمد بن أبي الشيخ الأحمر والفقيه أبي القاسم بن علي راجح، وهما كاتبان تركهما الأمير عمر بن عبد العزيز من قبله بالبلاد الشامية، فأفحشا في الظلم والعسف، فقتلوهما والمنصور إذ ذاك بتعز، فلما بلغه الخبر .. نزل إلى زبيد، فدخلها تاسع جمادى الأولى (١).

وفي آخر جمادى الأولى: توفي الشيخ عبد الملك بن داود شقيق الملك المنصور، ولما علم الزيديون ومن معهم بدخول المنصور إلى زبيد ومعهم إذ ذاك أبو القاسم الشرياني .. حملوا هم والشرياني على الأمير عمر بن عبد العزيز ومن معه في بلد الجرابح ثاني عشر جمادى الآخرة وعسكر الأمير قليلون، فانكسر الأمير وعسكره، وهرب الأمير إلى بلد الزعليين، ووقف بها إلى أن وصل إليه المنصور في أثناء جمادى الثاني في جند عظيم، فقصد المنصور بلاد الزيدية، فلم يجد بها أحدا، فخربها ونقض أبنيتها، وحرقها، ورجع إلى زبيد، فدخلها مستهل رجب، ثم طلع إلى تعز في سادسه، ثم نزل إلى عدن، ثم رجع إلى تعز، ثم طلع إلى بلده بأهله منتقلا إلى داره التي بناها بجبن التي يضرب بها المثل، يقال: إنها اشتملت على ثلاث مائة مقصورة (٢).

وفي آخر يوم من شعبان: وقع إعصار عظيم فيما بين قريتي المدبّي وخلب من ناحية جازان بحيث يراه أهل القريتين، وفي رأسه نار تشتعل حتى وصل إلى أبيات من أعلى القريتين، فوقع فيها، وطيرها، وأحرق أهلها، وكانوا نحو أربعة وعشرين نفسا، ووقعت امرأة منهم من أعلى الإعصار محرقة مفصلة، وبقي منهم أناس احترق بعضهم، وشلّت أيدي بعضهم، ولم يبق للبيوت أثر، ثم أخذ الإعصار في المشرق، فأحرق الظباء ودواب كثيرة قطعهم أيضا، نسأل الله العافية والسلامة (٣).


(١) «بغية المستفيد» (ص ١٦٨).
(٢) «بغية المستفيد» (ص ١٦٨).
(٣) «بغية المستفيد» (ص ١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>