للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موت أبيه، فبادر بإرسال ابن عمه محمد بن عبد الملك بن داود إلى عدن وصحبته الأمير علي بن محمد البعداني، فدخلها عشية ثاني أو ثالث يوم من موت عمه الملك المنصور، وأقام الملك الظافر بجبن ثلاثة أيام جهز فيها والده، وقرر أموره، ثم انتقل إلى المقرانة، وأقطع خاله عبد الله بن عامر بن طاهر البلاد الشرقية، فأظهر الرضى والتسليم، ثم عزم الملك الظافر إلى تعز، فدخلها سادس عشر الشهر.

ثم بلغه أن أخواله الشيخ عبد الله ومحمد وعمر أولاد عامر بن طاهر نقضوا العهد، ودعوا إلى أنفسهم، واستخدموا الجيوش من يافع وأهل جبن وغيرهم، وأخذوا حصن جبن، وانتهبوا الدار التي بناها المنصور بجبن، وخربوا بعضها، ونهبوا بيت علي الدرجاني وابن خلف، وبيت الشيخ عبد الملك بن داود، وبيت الأمير محمد بن عيسى البعداني والقاضي عمر بن محمد الجبني، وغيرها من البيوت، وخربوا أكثر البيوت التي بأسفل جبن، فطلع الملك الظافر من تعز ثاني وعشرين الشهر في خيل كثيرة وجمع عظيم، فحط عليهم في الحصن سادس وعشرين الشهر، فلما وصل الظافر إلى جبن .. نزل القاضي عمر بن محمد للسلام عليه، فأمر الشيخ محمد بن عامر بنهب بيته، فنهب، وانتهكت حرمه، ونهب له من الكتب النفيسة ما ينيف على ألف وخمس مائة كتاب.

وأما الشيخ عبد الله بن عامر .. فإنه لما علم بتوجه الظافر إلى جبن .. خرج منها إلى جبل حرير، ثم إلى بلد يافع، وقتل من أصحابه جملة، وأسر من بين يديه ابن أخيه الشيخ داود بن أحمد بن عامر، ونهب المال الذي في صحبته.

ولما قامت يافع في نصرة الشيخ عبد الله بن عامر .. كتب الشيخ الظافر إلى ابن عمه محمد بن عبد الملك بعدن يأمره بإخراج يافع منها، فأخرج منهم نحو خمس مائة إنسان، ثم اصطلح الملك الظافر ومن بقي من أخواله بجبن على يد الأمير عمر بن عبد العزيز الحبيشي على أن يعطيهم الملك الظافر في كل عام من مال عدن أربعين ألف دينار، ويقطعهم من البلاد جبل حرير والشعيب، فرفع المحطة عنهم، وكان قد حط عليهم خمسة وخمسين يوما (١).

وفي ثالث وعشرين شهر شعبان: توفي الفقيه عبد الله بن أبي بكر خطاب، إمام مسجد الأشاعر، وتوجه الظافر إلى المقرانة، ثم إلى رداع العرش ليتفقد أحوال تلك الجهات،


(١) «بغية المستفيد» (ص ١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>