للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحضر الذين بجبل حديد، فلما أيسوا عن المنقذ .. طلبوا النزول على الأمان، فآمنهم من القتل، ونزلوا إلى الشيخ محمد بن عبد الملك بعد أن سلموا ما بأيديهم من السلاح، فأسرهم، ودخل بهم إلى عدن مربوطين بالحبال، فكحل بعضهم، وقطع عراقيب بعض من السحب والعبيد، وقيّد بقيتهم من العرب والقبائل (١).

وفي مدة إقامة الظافر برداع: وصل إليه القاضي عبد العليم البريهي قاضي مدينة إبّ رسولا من قبل أهل بعدان يخبره بأن البلد مضطربة، ولا يسكنها إلا وصوله إليها، فنزل إلى إبّ، ومر في طريقه على بلد بني سيف قبلي مدينة إب، فأخذ حصنهم بعد ما قاتلوه وقتل منهم جماعة ولزم آخرين، ثم دخل إب حادي عشر رمضان، ثم خرج منها إلى بلد صهبان في منتصف الشهر، فالتقى هو وخاله الشيخ محمد بن عامر، ومع الشيخ محمد بن عامر المنتصر العربي، فوقعت بينهم وقعة عظيمة تحت النجد الأحمر من طرف بلد صبهان، انتصر الظافر عليهم، وقتل من عساكرهم ما لا يحصى، وأسر منهم خمس مائة وأربعين رجلا، وأخذ جميع ما معهم من الذخائر والعدد والأموال، وذلك يوم الخميس تاسع عشر رمضان (٢).

وفي شهر رمضان أيضا: ثارت فتنة المقرطس بزبيد، وذلك أن أحمد بن محمد المقرطس شيخ دار الضرب بزبيد وقابض أموال السلطان بها كان قد بايع جماعة من العسكر المقيمين بزبيد على قتل أميرها محمد بن عيسى البعداني، وكان له من الأمير مكانة لكونه أخا لزوجة الأمير، ولا يمنع من الدخول على الأمير أيّ وقت شاء، فدخل على الأمير في الدار الكبير صبح يوم الاثنين ثاني عشر رمضان، ودخل معه برجلين من أهل مدل ليقتلا الأمير، ولم يكن عند الأمير سوى عبد في حاشية المجلس، فلما دخل .. وثب على الأمير ليلزمه، وأشار إلى الرجلين أن يقتلا الأمير، وأشار الأمير إلى العبد الذي في حاشية المجلس أن يقتل المقرطس، فبادر العبد فضرب المقرطس بالسيف ضربة قطع بها عضده، فأفلت الأمير وهرب، وأدهش من لقيه بذهب كان ينثره لهم حتى خرج من الدار، وقتل الرجلان اللذان دخل بهما صحبته، واختفى المقرطس في دار الضرب إلى نصف النهار، فأنذروا به، فلما علم بذلك .. خرج من الدار ليستجير ببيت الشيخ حسن بن أبي العباس الهتار، فواجهه ديوانيّ-يقال له: الشوكة-في الطريق، فضربه بعود في رأسه فسقط في


(١) «بغية المستفيد» (ص ١٧٦).
(٢) «بغية المستفيد» (ص ١٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>