للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى المكان المذكور، فأرسل الظافر إليهم الأمير شداد بن محرم العنسي في عسكر، فقتل الأمير شداد بالربيعتين في أوائل ربيع الآخر.

وفي نصف ربيع الآخر: انتقى الظافر من كل قبيلة من القبائل الذين معه في المحطة جماعة، واختارهم، وغزا بهم إلى الربيعتين ومعه ابن عمه الشيخ محمد بن عبد الملك، فأمرهم بقتل من وجدوه مخالفا وألا ينهبوا من الأموال شيئا وإن ظفروا بها، فالتقى الجمعان بالربيعتين، فانتصر الظافر عليهم نصرا عظيما، وقتل منهم فوق السبعين، وطرح بعضهم نفسه في الآبار، وانهزم الشيخان عبد الله بن عامر وعبد الباقي بن محمد إلى فحال (١)، ولزم الشيخ داود بن تاج الدين بن طاهر ومحمد بن عباس بن علي بن الحسام الزاهر صاحب الشوافي خال الشيخ يوسف بن عامر، وأسرا، ورجع الظافر إلى محطة جبن منصورا، وانتهب الناس المكان المذكور نهبا عظيما، فلما علم بذلك .. أمر بجمع ما نهب، فأخذ ما وجد عليه اسم بني طاهر، وأمر برد غيره على أهله (٢).

وفي جمادى الأولى: تسلم الظافر حصن جبن، وخرج من فيه على الذمة، ولم يغير على أحد منهم سوى الحرة بنت عباس بن علي بن الحسام أم الشيخ يوسف بن عامر فإنه احتفظ بها؛ إذ قيل: إنها السبب في إثارة هذه الفتنة، وكان الشيخ عبد الله بن عامر إذ ذاك بجبل جحاف، ولم يكن منه ولا من إخوته بعد ذلك كثير نكاية (٣).

وفي رابع عشر ربيع الأول: توفي إمام مسجد الأشاعر الفقيه إسماعيل بن محمد بن ناصر.

وفي سابع عشر جمادى الأولى: توفي الفقيه سراج الدين عبد اللطيف بن محمد الشرجي الحنفي.

وفي ثالث شعبان: دخل الشيخ محمد بن عبد الملك بن داود زبيد في عسكر كثيف وصحبته الفقيه جمال الدين النظاري، وشيخ الإسلام يوسف المقرئ بن يونس الجبائي، ثم خرج الشيخ محمد إلى المعازبة، فحصرهم في حازة بلدهم وضيق عليهم حتى أدوا الطاعة وسلموا من الخيل نحو التسعين فرسا، ثم ارتفع عنهم، ودخل اللامية وبيت الفقيه ابن حشيبر، فجبى خراجها وخراج الواديين سردد ومور، ثم رجع إلى زبيد، ثم أعاد الكرة


(١) كذا في الأصول، وفي «بغية المستفيد» (ص ١٧٩): (بخال)، وفي بعض أصولها: (نجال).
(٢) «بغية المستفيد» (ص ١٧٩).
(٣) «بغية المستفيد» (ص ١٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>