للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفي في شهر ذي القعدة من سنة ثلاث وتسع مائة بعدن (١)، ودفن بتربة أهله بالشاذلية.

٤٣٧٠ - [محمد بن أحمد بافضل] (٢)

أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن علي بافضل، شيخنا الإمام العالم العامل، الولي الصالح.

ولد بتريم سنة أربعين وثمان مائة-فيما أظن-ونشأ بغيل أبي وزير، وحفظ القرآن، واشتغل على الفقيه باعديل، وقرأ «الإحياء»، ثم دخل عدن قاصدا القاضي جمال الدين محمد بن أحمد با حميش، فقرأ عليه «التنبيه» وغيره من كتب الفقه، فلما توفي شيخه الفقيه با حميش .. أقيم مقامه في التدريس، وتزوج بزوجة شيخه، فعمر الله به الدين، وأحيا به معالمه.

وقرأ على القاضي محمد بن مسعود باشكيل في كتب الحديث والتفسير، وأجازه القاضيان أبو حميش وأبو شكيل، وأفتى ودرس ونشر العلم، وقصدته الطلبة من أنحاء اليمن لعلمه وفضله وصلاحه.

وبالجملة: فلم يكن في وقته مثله، وله تواليف حسنة، منها: «العدة والسلاح في أحكام النكاح» لا يستغني عنه كل من تصدى لعقود الأنكحة، و «شرح ألفية البرماوي» اختصره من شرح مصنفها، وله كتاب موضوع على تراجم «البخاري» يذكر فيه وجه مناسبة الترجمة للحديث، وفيه فوائد جمة، وله رسالة في العمل بالربع المجيّب.

وكان متفننا في جميع العلوم، حسن المذاكرة، موظف أوقاته على العبادة والطاعة، لا تلقاه إلا في طاعة؛ من تدريس أو تصنيف أو قراءة قرآن أو ذكر، ومجالسه محفوظة.

قرأت عليه «صحيح البخاري» وشرحه على «البرماوية»، وقواعده التي اختصرها من «قواعد الزركشي»، وسمعت عليه «تفسير البيضاوي» و «الحاوي» و «صحيح مسلم» وغير ذلك، وانتفعت به كثيرا جزاه الله عنا أفضل الجزاء، وانتفع به جمع كثير وصاروا فضلاء، كالفقيه إسماعيل الحرداني، وولده الفقيه عبد الله بافضل وغيرهما.


(١) في «تاريخ الشحر» (ص ٣١): توفي سنة (٩٠٤ هـ‍).
(٢) «الضوء اللامع» (٧/ ١٤)، و «طبقات صلحاء اليمن» (ص ٣٣٦)، و «الفضل المزيد» (ص ٢٤٣)، و «النور السافر» (ص ٤٩)، و «تاريخ الشحر» (ص ٢٩)، و «شذرات الذهب» (١٠/ ٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>