للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفقيه أحمد في علم الحساب، فجوده في مدة يسيرة، وقرأ على والده قليلا، وعلى أخويه الفقيه أحمد والطيب ابني عبد الله بامخرمة، وله معرفة جيدة باللغة والنحو، وله ديوان شعر، وشعره جيد جدا.

حج على قدم التجرد ورجع إلى عدن، وعزم إلى والده بالهجرين من طريق البر، فلما وصل الهجرين .. وجد والده قد خالفه راجعا إلى عدن، فأقام بالهجرين أياما، ثم رجع إلى عدن، واجتمع فيها بوالده.

ثم عزم إلى مكة طريق البر، فدخل صنعاء، وامتدح إمامها محمد بن الناصر بقصيدة فائقة، ثم تقدم إلى جازان وقد هيأ قصيدة معظمة مدح بها الشريف أحمد بن دريب صاحب جازان، فمات بحرض قبل أن يصل إلى جازان رحمه الله، وذلك في شهر [ربيع الثاني] (١) من سنة ثلاث وتسع مائة.

٤٣٧٣ - [محمد بن عبد الله أبو مخرمة] (٢)

محمد بن عبد الله بن أحمد أبو مخرمة، أخي لأبي.

ولد ببلده الهجرين في سنة ثلاث وسبعين وثمان مائة، وحفظ بها القرآن العظيم، ثم رحل إلى عدن لطلب العلم في سنة اثنتين وتسعين وثمان مائة، فقرأ عليّ «التنبيه» جميعه قراءة فهم وتثبت، وقرأ عليّ غير ذلك من الكتب الفقهية والنحوية، ولازم الفقيه علي الشرعبي، واشتغل عليه كثيرا في النحو وغيره، وقرأ على أخيه شيخنا الفقيه أحمد قليلا، ثم عزم إلى بلده مع شيخنا الوالد في سنة أربع وتسع مائة (٣)، فأقام بها قليلا، ثم رجع إلى عدن ملازما للاشتغال بطلب العلم الشريف، وكان له مشاركة في الفقه وغيره، وقرأ على الشريف حسين بن الصديق الأهدل في الحديث، وصحبه ولازمه.

فحدث به مبادئ الضرر ولم يتحقق أنه جذام، وظهر به مبادئ الجذام من نحول الأصابع والأطراف، فعزم إلى الهند للتداوي، فأقام بها نحو سنتين ولم يؤثر فيه الدواء، فرجع إلى عدن والضرر ظاهر عليه، فلزم البيت، وقصده الناس للتبرك والزيارة، وكان


(١) بياض في الأصول، والاستدراك من «تاريخ الشحر» (ص ٣٥).
(٢) لم نعثر له على ترجمة في المصادر التي بين أيدينا.
(٣) في هذا التاريخ نظر؛ فقد تقدم في ترجمة والد المصنف رحمهما الله تعالى أنه توفي سنة (٩٠٣ هـ‍)، انظر (٦/ ٥٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>