للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٣٨٠ - [أحمد بن عبد الله بلعس] (١)

الفقيه أحمد بن عبد الله بلعس (٢) اليافعي.

أكثر اشتغاله على شيخنا جمال الدين محمد بن أحمد بافضل، قرأ عليه كثيرا من كتب الفقه والحديث وغير ذلك، وقرأ على شيخنا الوالد في الحساب والفرائض.

وكان ذكيا لبيبا، حسن الأخلاق، لطيف المعاشرة.

ولما ابتنى الشريف علي بن سفيان مدرسته بعدن .. رتّب فيها مدرسا في الفقه والحديث.

وكان له نغمة حسنة وراحلة مليحة في قراءة الحديث، وكان يقرأ الحديث بدار السعادة بحضرة المجاهد علي بن طاهر، وكان يقرأ الحديث بعد صلاة الجمعة على كرسي لزق المقصورة، فكان المجاهد علي بن طاهر إذا فرغ من صلاة الجمعة .. أقام بالمقصورة يسمع الحديث، وربما أقام إلى صلاة العصر.

وحج، وأخذ بمكة عن ابن عطيف وغيره.

وأرسله المجاهد علي بن طاهر إلى المجاهد ابن سعد الدين مرارا بهدية من الخيل المسرجة وغيرها، ثم أرسله المنصور عبد الوهاب بن داود بعد عمه إلى المجاهد ابن سعد الدين بهدايا جزلة، وحصل بسبب ذلك [ ... ] (٣).

وكان لديه كتب كثيرة، وكان يبذلها لمن أراد إعارتها.

وقرأ عليه جمع من الطلبة وانتفعوا به، ثم ركن إلى البطالة ومجالسة أهل الدنيا.

ولما ثارت الفتنة بين الظافر عامر بن عبد الوهاب وأخواله، ومالت يافع مع عبد الله بن عامر .. رفع عنه إلى الشيخ محمد بن عبد الملك أنه تكلم على الدولة بما لا يليق، فأمر بإخراجه من عدن، فأخرج منها على وجه قبيح، ثم شفع فيه شيخنا جمال الدين محمد بن أحمد أبو الفضل، فأذن له في الدخول على أن يلزم بيته ويترك الفضول.

ولم يزل مقيما بعدن إلى أن توفي بها في شهر ذي الحجة من سنة عشر وتسع مائة.


(١) «الفضل المزيد» (ص ٢٨٨).
(٢) في «الفضل المزيد» (ص ٢٨٨): (العنس).
(٣) بياض في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>