للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي آخر جمادى الأولى: توجه الظافر إلى بلاد يافع لذنوب كثيرة سلفت منهم، منها إيواؤهم لخاله عبد الله بن عامر، فسار إليهم في جيوش عظيمة في سابع جمادى الآخرة، فلما تراءى الجمعان .. انهزمت يافع هزيمة منكرة، واستولى الظافر على حصونهم جميعا في أقرب مدة، ولم يكن منهم أمر متعب مع كثرتهم واتساع بلادهم ودعاويهم العراض، وكان استفتاح بلدهم من أسهل الفتوح، فدخلوا عليه، وأذم عليهم، وسار جماعة منهم تحت ركابه (١).

وفي تاسع عشر الشهر: لزم الشيخ عبد الباقي بن محمد بن طاهر وقيّد، وأودع دار الأدب (٢).

وفي الشهر المذكور: قدم الشجاع عمر بن محرم العنسي من البلاد الشامية إلى زبيد بعد مقادمته الرغدة وما حولها، وقبض خراج خور بني عتيبة والخبنتا وما هنالك (٣).

وفي شوال منها: توفي شيخنا العالم الصالح جمال الدين محمد بن أحمد بافضل نفع الله به.

وفي شهر القعدة: توفي شيخنا الشريف حسين بن الصديق الأهدل بعدن.

وفيه أو في الشهر الذي بعده: توفي الشريف يوسف بن عمر البزاز رحمه الله.

***

[السنة الرابعة بعد تسع مائة]

في أولها: أغار الأمير علي بن عمر العنسي من زبيد على الزعليين إلى باب الهيجة، وحط بموضع يعرف بالقناوص، فهجم الزعليون عشاء محطته، فانهزم الدولة إلى قرية الضحي، وانتهب الزعليون المحطة بما فيها، وأخذوا محمل الأمير وكاتبه، ولم يقتلوا أحدا عن قصد، بل كان صائحهم يصيح: ألا لا يقتل أحد من الناس، ثم طلبوا الصلح بعد ذلك، وردّ ما أخذوا، وسلموا شيئا من الخيل والمال (٤).

وفي أول السنة أيضا: تأخّر المطر عن إبّانه واشتد الأمر، فأمر قاضي زبيد يومئذ وهو


(١) «الفضل المزيد» (ص ٢٤٠)، و «اللطائف السنية» (ص ١٩٢)، و «تاريخ حضرموت» للكندي (١/ ١٥٤).
(٢) «الفضل المزيد» (ص ٢٤١)، و «تاريخ حضرموت» للكندي (١/ ١٥٥).
(٣) «الفضل المزيد» (ص ٢٤١).
(٤) «الفضل المزيد» (ص ٢٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>