للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القافلة، فلما رأى الركب ذلك .. حملوا مع هزاع حملة رجل واحد، فهزم بركات، وقتل ولده أبو القاسم في جماعة من العسكر، واستولوا على محطة بركات بما فيها من الأموال والنساء، وانتهبت حرمه، وعزم الشريف بركات إلى جدّه فنهبها نهبا فاحشا، ودخل هزاع مكة صحبة الركب المصري، واضطربت أحوال الناس، وكثر الخوف والنهب في الطرقات، ورجع حجاج البحر من الطريق، وكان الحج ضعيفا، ولم يحج الشريف بركات، فلما انقضى الحج .. عرف هزاع أنه لا طاقة له بمقاومة أخيه بركات، فتخوف منه الهجوم عليه، فتوجّه صحبة الركب الشامي إلى ينبع وتبعه الشريف بركات، فحماه الركب الشامي منه، فرجع بركات إلى مكة واستقر بها، وأمنت الناس والطرقات (١).

***

[السنة السابعة]

في ربيع الأول: أخذ عسكر الظافر ومقدمهم الفقيه محمد النظاري حصن أكمة الجود، ثم حط النظاري على القداسي المفسد وكان في حصن قدس، تحصن به ومعه جماعة يخيفون السبل، فقتل القداسي المذكور في خمسة من أصحابه، وأسر منهم أربعون، فأمنت البلاد، وانقطع الفساد (٢).

وفي جمادى الأولى: التقى الشريفان بركات وهزاع ابنا محمد بن بركات بموضع يقال له: طرف البرقاء انكسر فيها الشريف بركات كسرة شنيعة، وقتل أخوه أبو دعلج، ومن الأشراف بني نميّ سبعة نفر، وانهزم بركات حتى بلغ سبخة الغراب، ووصل هزاع إلى ظاهر جدّة ونادى بالأمان للناس، وقرر أحوالهم، وأرسل أخاه الجازاني إلى مكة ليقرر أحوال أهلها، ولم يأمن بادرته فلحق بعساكره، ولم تسر العرب وأشراف ينبع مع هزاع حتى وعدهم بنهب مكة ثلاثة أيام إن هم ظفروا بها، فلما ظفروا بها .. لم يسهل عليه نهبها، فلم يزل بمن معه من العرب حتى رضوا منه بمال في قبيل النهب، فأخذ من التجار ذلك المال بطيبة خواطرهم، وسلمه إلى العرب حتى تركوا النهب (٣).

وفي آخر جمادى الأخرى: جهّز الملك الظافر إلى ذمار في جمع عظيم من العساكر،


(١) «الفضل المزيد» (ص ٢٦١)، و «تاريخ الشحر» (ص ٤٧).
(٢) «الفضل المزيد» (ص ٢٦٦).
(٣) «الفضل المزيد» (ص ٢٦٧)، و «تاريخ الشحر» (ص ٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>