للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[السنة التاسعة]

في أولها: نزل السلطان الملك الظافر إلى عدن، فجهّز على الطوالق الذين كانوا يخيفون الطريق إلى عدن، وقتل منهم جماعة، وهي آخر نزلة نزلها إلى عدن (١).

وفي شهر صفر: كان ظهور إبراهيم الخواص من بني الأكسع أحد فقراء المشرع، وتبعه جماعة من الفرس كانوا يعتقدونه ويزعمون أنه يخبرهم ببعض المغيبات فيصدق فيها، ثم إنه كثر الكلام عليه ممن بينه وبينه وحشة، فتخوف من الدولة، فانتقل إلى مكان العبيد العامريين، وهو مكان وعر، وأطاعه من هنالك من أهل الجبال ومن المفسدين (٢).

وفي ربيع الآخر: وصل من الجبل إلى زبيد جيش عظيم بسبب الخروج للخواص، فخرج العسكر ومقدمهم ريحان الظافري أمير زبيد وابن حتروش، فوقع بينهم وبينه قتال عظيم، وثبت فيه ريحان ثبوتا عظيما كانت سلامة الناس ببركته، ثم توجه لحربه الفقيه محمد النظاري وعمر الجبني في عساكر عظيمة، فحصروه مدة، ثم أصلح العبيد ومن كان مع الخواص من الفرس وغيرهم، وامتنع هو، وتحصن في حصن جحوان، وقام معه بنو القحرى (٣).

وفي رجب: قتل الشريف جازاني بن محمد بن بركات بمكة.

وفي آخر السنة المذكورة: خرج الشريف محمد بن بركات بن محمد من مصر هاربا بمواطأة من الدويدار في ثلاثة أو أربعة من أصحابه، فكان من دلائل سعادته أن وجد خصمه بطاحا في الطريق على راحلة عليها خرج فيه أوراق ومال إلى أمراء مصر وأعيانها بأنهم يحسّنون للسلطان تقرير حميضة على ولاية مكة واعتقال الشريف بركات عنده، فقتل بطاحا، واستولى على ما معه، وجمع جمعا كثيرا من الشرق وبني لام وغيرهم، ووصل بهم إلى مكة يوم التروية، ومنع الناس من الصعود إلى عرفات حتى صالحه أمراء الحج على أربعة آلاف أشرفي يسلمونها له، وتمكن الناس من الوقوف، ففعل، ووقف مع الناس


(١) «الفضل المزيد» (ص ٢٧٨)، و «تاريخ الشحر» (ص ٦٣)، و «تاريخ حضرموت» للكندي (١/ ١٥٨).
(٢) «الفضل المزيد» (ص ٢٧٨)، و «تاريخ الشحر» (ص ٦٣).
(٣) «الفضل المزيد» (ص ٢٧٩)، و «تاريخ الشحر» (ص ٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>