للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعرفة ومزدلفة ومنى، ونهب أصحابه قافلة جاءت من جدة على باب مكة معظمها لأهل زبيد ولا قوة إلا بالله (١).

***

[السنة العاشرة بعد تسع مائة]

فيها: استعادت الدولة حصن الضامر بعد استيلاء أهله عليه (٢).

وفي شهر صفر: تحرك الظافر للعود إلى حصار صنعاء، فنزل بعض ولاته إلى تهامة، فجمع منها جمعا من العرب، وتوجهت فرسان العرب؛ من الزعليين والصميين والمناسكة والرقاة واللاميين والكعبيين والقحرة والمعازبة والقرشيين إلى الأبواب السلطانية، فتوجه السلطان إلى صنعاء في الشهر المذكور، فأقام برداع العرش أياما، ثم تقدم إلى ذمار، ثم إلى صنعاء، فحط عليها في الثاني والعشرين من الشهر في جموع كثيرة وآلات خطيرة، فلازم حصارهم إلى أن افتتحها بالأمان في شهر شوال كما سيأتي (٣).

وفي شعبان منها: وصل جمع من بني إبراهيم معهم الشريف حميضة بن محمد بن بركات والقائد ملحم، فدخلوا جدة قاصدين نهب محمد بن يوسف القاري وكان يحيى بن سبيع قد كتب إلى القاري يعلمه بقصدهم فيه، فشحن جميع ما معه في البحر، فلما دخلوا جدة .. لم يحصلوا على مقصودهم، فتوجهوا إلى مكة وبها الشريف قايتباي بن محمد بن بركات، فخرج الشريف قايتباي عن مكة، وواجه الترك المقيمون بها بني إبراهيم، وقرروا أحوالهم، وأنزلوهم في بيوت الأشراف، ثم ثاروا عليهم بعد ثلاثة أيام، فقتلوا في بني إبراهيم نيفا وثلاثين، وانهزم باقيهم إلى جدة، فنهبوها (٤).

وفي ثامن وعشرين رمضان: كانت الوقعة المشهورة بين الملك الظافر وبين الشريف محمد بن الحسين البهّال صاحب صعدة بموضع يقال له: قفل على نحو ثلاثة أميال من صنعاء، انهزم فيها البهّال وعسكره هزيمة ما سمع بمثلها، وأسر فيها إمام الزيدية محمد بن علي الوشلي رئيس أهل البدعة ومؤسس الفتنة، وقتل معهم جمع كثير، وأخذت خيولهم


(١) «الفضل المزيد» (ص ٢٨٣)، و «تاريخ الشحر» (ص ٦٥).
(٢) «الفضل المزيد» (ص ٢٨٤).
(٣) «الفضل المزيد» (ص ٢٨٤)، و «تاريخ الشحر» (ص ٦٦).
(٤) «الفضل المزيد» (ص ٢٨٥)، و «تاريخ الشحر» (ص ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>