للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب مصر، وأمروه أن يخطب في اللّحيّة لسلطان مصر، ففعل، فلما علم أبو بكر بن المقبول بإخراب المصريين لبندر الحديدة .. طلع من اللّحيّة إلى كمران وقال للمصريين:

نحن نفتح لكم طريق البر من بندر اللّحيّة، ونعينكم على ما أحببتم، فأرسلوا معه إلى اللّحيّة بغراب فيه مائة مملوك، فتقدم بهم إلى جهة مور وبها يومئذ الأمير محمد بن سليمان بن جياش السنبلي أميرا من قبل السلطان، فخرج إليهم الأمير محمد المذكور بمن معه من العسكر، فرماهم المصريون بأقواس البندق ولم يكن معهودا باليمن، فقتل الأمير محمد بن سليمان في جماعة من أصحابه، واستولى المصريون على مور، فعزم جماعة من الزيديين إلى الأمير حسين بجزيرة كمران، وبايعوه، وطلبوا منه أن يرسل معهم مائتي مملوك، وتكفلوا له بجوامكهم وأداء خراج البلاد إليه، فأرسل معهم مائتي مملوك، فقصدوا بهم قرية الضّحي وبها جمع من عسكر السلطان، فلما التقى الجمعان .. انكسر عسكر السلطان، وقتل منهم جماعة بالبندق، ونهب الجند المصريون والزيديون قرية الضّحي وأحرقوها، وخربت، وانتقل مرتبها من الدولة إلى الغانمية، ولما بلغ السلطان وهو ببلده المقرانة ما جرى بتهامة .. أرسل أخاه الشيخ عبد الملك بن عبد الوهاب لكشف الأمور، فقدم الشيخ عبد الملك إلى زبيد حادي عشر ربيع الأول، ثم تقدم منها إلى الجهات الشامية حتى بلغ المرجف (١)، فلما علم الأمير حسين بوصول الشيخ عبد الملك إلى المرجف .. سار من جزيرة كمران إلى بيت الفقيه ابن حشيبر ومعه من الجند نحو ألف مقاتل [غالبهم من الروم وعسكر] (٢) [سلطان الروم سليم شاه بن عثمان، أرسلهم عسكرا بندقيا وسائر العساكر، وتعاقبه بالذات وحاصر المصر ثلاثة أشهر، وفتح سهلا وقتل .. وفر صاحب مصر إلى مملكة الصعيد وتجمع العرب والجراكسة قرب مقابل بعض عسكر العثماني في جانب جرجة وفر ثانيا وتعاقب العثماني وأخذ وقتل وقطع رأس السلطان وتولّى برقوق واليا وقتل قانصوه الغوري ... ] (٣) الفرنج الذين بالهند، ولم يعلم صاحب الروم بما انطوى عليه صاحب مصر وأميره حسين من طلب الاستيلاء على اليمن، فلما استقر الشيخ عبد الملك بالمرجف ..

قدم الشريف عزّ الدين بن أحمد بن دريب أخو العزيز صاحب جازان في جمع من الترك والروم والمعازبة، فلما التقى الجمعان .. كانت بينهما وقعة عظيمة قاتل فيها الشيخ


(١) في «الفضل المزيد» (ص ٣٦١): (المزحف) في هذا الموضع وفيما بعده من المواضع.
(٢) بياض في الأصول، والاستدراك من «تاريخ الشحر» (ص ١١٢).
(٣) ما بين المعقوفين زيادة من (ت)، وهو كلام غير مفهوم، وفي باقي الأصول بياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>