للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الملك فارسا وراجلا، وأبان عن شجاعة عظيمة ونفس كريمة، وقتل جماعة من الترك، ومات تحت الشيخ عبد الملك يومئذ ثلاثة أفراس، وقتل من جند السلطان جماعة من الشجعان، وكان يوما عظيما.

وسمعت الشريف أحمد بن الصديق الأهدل يقول: سمعت الشيخ عبد الملك بن عبد الوهاب يقول: قاتلت يوم المرجف وعلي درع ومن تحته مشمع، فكانت البنادق والجليلات تصيبني فتخرق الدرع، وإذا بلغت إلى المشمع .. طفئت من الشمع، فلما انقضى القتال، ونزعت الدرع .. أخرجت المشمع ونفضته، فتناثر منه ثمانية عشر ما بين بندقة وجليلة. انتهى

وأقام الشيخ عبد الملك بالجبيل بعد الوقعة ثلاثة أيام، ورأى من جنده تخاذلا، فاستمر راجعا إلى زبيد، فدخلها عاشر جمادى الأولى ومعه رءوس القتلى، ووصل العلم إلى عدن من طريق البحر من المخا بانكسار المصريين وهزيمتهم، فنوروا الحصون، ولبسوا الخان ودار صلاح، وأظهروا الفرح والانشراح، ثم وصل العلم إلى عدن بأخذ المصريين لزبيد، وعاد اللباس لم ينزع من الدار، ونجم النفاق من العرب، ومالوا إلى الأمير حسين، وحرضوه على اللحاق بالشيخ عبد الملك إلى زبيد ووعدوه بالمناصرة، فجعل يعدهم ويمنيهم إلى أن تحقق منهم قاطبة، فسار بهم إلى زبيد برا وبحرا في عسكر عظيم، وكان هو في عسكر البر وسلمان في عسكر البحر، فلما وصل حسين إلى بيت الفقيه ابن عجيل ..

دخل عليه جماعة من المعازبة، فقربهم وآنسهم واستحلفهم، وسار بهم إلى قرية المرة، ثم إلى القرشية، ثم إلى التّحيتا، ثم إلى نخل وادي زبيد، وأقام هو وعسكره هنالك ثلاثة أيام ينتظرون عسكرا يصلهم من قبل سلمان من البحر من طريق المتينة، فلما وصل إليهم عسكر سلمان .. تقدم الأمير حسين بالجميع صبح الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى، فوصلوا إلى زبيد ضحى ذلك اليوم والمدينة مغلقة، فنزلوا خارج باب النخل في عساكرهم؛ من الترك والتركمان والمعازبة والشاميين (١) ومن انضاف إليهم من العرب من أهل جازان والزيديين والمعازبة (٢) والقرشيين ومن والاهم وفي صحبتهم الشريف عزّ الدين بن أحمد بن دريب والفقيه أبو بكر بن المقبول الزيلعي، فخرج إليهم الشيخ عبد الملك وابن أخيه الشيخ


(١) المقصود بالشاميين: سكان الشمال اليمني.
(٢) في هامش (ت): (تكرر ذكر المعازبة، إلا أن يكون الأول المغاربة بالمعجمة والراء، فليحقق! )، لم يتبين لنا الصواب، ولعل المقصود بالمغاربة سكان غرب اليمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>