للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الوهاب في عسكرهما إلى خارج باب النخل، فلما التقى الجمعان .. قاتل الشيخ عبد الملك وابن أخيه عبد الوهاب قتالا عظيما لم يسبقا إلى مثله، أبانا فيه عن شجاعة زائدة، فتكاثرت عليهم جند المصريين، وتخاذل بهم عسكرهم، فانكسروا، ودخلوا المدينة بعد أن أصيب الشيخ عبد الوهاب ببندقة أثرت فيه تأثيرا عظيما، فدخل المدينة قبل عمه إلى الدار الكبيرة، فلما استقر فيه .. لحقه عمه، ووقف له بباب الدار، وصاح به، فركب فرسه وخرج إلى عمه، فجعله عمه بين يديه، وسار به إلى باب الشبارق وقد اصطف له جموع المصريين وفرسان العرب ليمسكوه هنالك، [فشق الجموع] (١) بابن أخيه، وخلص به منهم بعد أن قتل منهم جموعا لا تحصى وأبان عن شجاعة عظيمة وقلب حاضر، ثم توجه بمن بقي معه من عسكره إلى تعز من صبح ذلك اليوم وفي صحبته الفقيه علي بن محمد النظاري والشرف الموزعي المستوفي الذي كان سببا لهذه الفتنة بسوء الرأي والتدبير، [وهلاك] (٢) للصغير والكبير.

وبعد خروج الشيخ عبد الملك وابن أخيه من زبيد دخلها عسكر الأمير حسين قهرا، فنهبوا البلد نهبا عظيما، وسفكوا الدم، وانتهكوا المحارم، وارتكبوا العظائم، وأحرقت المدينة، وحصل على أهلها من الفضيحة وهتك الحجاب ما لم يكن لأحد في حساب، ولم تصلّ الجمعة في ذلك اليوم بزبيد، ودخلها الحسين بعد عصر الجمعة، فلما استقر بالدار الكبيرة .. صاح للناس بالأمان، وأمر العسكر بالكف عن النهب، فلم يمتثلوا لأمره ولا أصغوا لكلامه، فأقاموا ينهبون المدينة ثلاثة أيام، وسكنوا البيوت، وأخرجوا أهلها منها، واستولوا على ما فيها من الخبايا والدفائن، وقتلوا جمعا من أهلها، منهم: الشريف أحمد بن عبد القادر البزاز، وعمر بن عبد اللطيف شماع، والفقيه عبد الرحمن بن محمد مفضل الواسطي وغيرهم، وسبوا النساء والصبيان، ثم صادر الأمير حسين تجار زبيد والمتسببين، وضربهم، وجعل في أعناقهم الزناجير، وأمسك قاضي الشريعة شيخنا القاضي شهاب الدين أحمد بن عمر المزجد، وأمر بطرح الزنجير في عنقه ظنا منه أن عنده مالية كقضاة مصر، فلما تحقق فقره وحاله .. عذره وخلع عليه، وانتدب رجلان من أهل مصر كانا قد تديرا زبيد في أيام بني طاهر يعرف أحدهما بالجميل والثاني دوفان (٣)، فتقربا


(١) بياض في الأصول، والاستدراك من «تاريخ الشحر» (ص ١١٤).
(٢) بياض في الأصول، والاستدراك من «تاريخ الشحر» (ص ١١٥).
(٣) كذا في الأصول، وفي «الفضل المزيد» (ص ٣٦٤): (والثاني بدوعان) في هذا الموضع وفيما سيأتي من المواضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>