للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى حسين بالنميمة على [الناس] (١)، فقربهما وآنسهما، وسمع كلامهما، وأرسل للفقيه الصالح شرف الدين إسماعيل بن إبراهيم جعمان إلى بيت الفقيه ابن عجيل، فقدم عليه مترسما، فطالبه بمال قيل: كان عنده مودعا للشريف عبد الله بن علي بن سفيان، ولا أصل لذلك، فأنكر ذلك، فأمر بحبسه وضربه حتى مات في الحبس بعد ثلاثة أيام من الضرب، وأمر بمصادرة أهل زبيد على يد الجميل ودوفان، فكتبوا بأسماء أهل البيوت، وصودروا بأكثر من عشرة آلاف أشرفي، كل هذا بعد النهب والحريق، ثم إن العسكر طالبوا حسينا بمال كان وعدهم على أخذ زبيد، فلم يعطهم، فركبوا عليه مدافعهم، وزعموا أن عنده مالا في البحر يعطيهم إياه، فاستناب بزبيد مملوكا لسلطان مصر يقال له: برسباي، وعضده بالشريف عزّ الدين بن أحمد بن دريب، وخرج حسين من زبيد، وركب السفينة من المتينة، وصاح برسباي للناس بالأمان، وركب في الموكب مزفوفا ومعه عزّ الدين، وطيف بهما في المدينة، وتوجه حسين وسلمان بمن بقي معهما من العساكر إلى بندر زيلع، فأمدوهما بالبر والسمن والكباش والدراهم وغير ذلك، وعزما من زيلع إلى بندر عدن، وكان الموسم على ظهر سفر، فرأى أهل عدن مراكب المصريين عشية [ ........ ] (٢) فصرت المراكب من البندر إلى جهة الهند ولم يكن ثمّ ريح مساعدة، فأصبحت خشب المصريين فوق البندر، فلما رأى سلمان مراكب الموسم ضاربة (٣) .. قدّم حسينا في جل الخشب والعساكر إلى بندر عدن لمحاربة أهل عدن، وتقدم سلمان في غرابين أو ثلاثة إلى المراكب الضاربة فلحقها، فأخذ الهاشميّ مركب السلطان (٤) ولم يغير على أحد ممن له فيه مال، بل أنزل الناخوذة والكرّاني إلى عنده، وأطلع في الهاشميّ ناسا من قبله ليقبضوا في الهند ما كان في المركب من مال السلطان لا غير، وطرد مركبا لشخص من البانيان يسمى: رامه، فجدح به صاحبه على ساحل أبين، فتغير المركب، ومات ما فيه، وسلم الركبة، فدخلوا عدن من طريق البر، فلما وصل حسين بالخشب إلى البندر .. رمى إلى البلد بجملة مدافع كبار، ورموه أهل البلد (٥)، فلم يؤثر فيهم ولم يؤثروا فيه، ومكث في البندر يومين، ثم نزل بعساكره


(١) بياض في الأصول، والاستدراك من «الفضل المزيد» (ص ٣٦٤).
(٢) بياض في الأصول.
(٣) في (ل) و «تاريخ الشحر» (ص ١١٥): (صارية) في هذا الموضع وفيما بعده.
(٤) الهاشمي: اسم مركب السلطان.
(٥) هذا على لغة: أكلوني البراغيث.

<<  <  ج: ص:  >  >>