للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأثاب على الهدية، وأجزل صلتهما، ومات الفائشي بالروم، ووصل الشاذلي بثواب الهدية إلى سواكن، وركب في البحر إلى اليمن، فخرج عليه جماعة من دهلك، فأخذوا جميع ما معه من الهدية وغيرها، ويقال: كان ذلك منهم بتهوين من الترك الذين بزبيد.

وأما الشيخ عبد الملك .. فقد قدمنا: أنه عيّد عيد النحر من سنة اثنتين وعشرين بلحج، وهنأه الفقيه الأديب محمد بن عمر بحرق بالعيد بقصيدة معظمة (١).

وفي آخر المحرم: خرج إلى عرب كانوا يقطعون الطريق إلى عدن، فتحصنوا منه في الجبال ولم يظفر بهم، فرجع إلى لحج، فدخلها ثامن أو تاسع صفر.

ويوم دخوله: بلغه خبر تعز وأن الترك استولوا عليها، فأقام بلحج أياما قلائل بلغه فيها أن الترك استولوا على المقرانة وما فيها، فترك الخلي في جملة من أهل الجبل بلحج، ويقال: إنه أرسل للبدو الهياثم وغيرهم أن يصلوا إلى لحج وليحفظوها من الترك، وتوجه طالبا أخاه السلطان، وسلك جبل جحاف، فأودع ما كان معه من سلاح وغيره ببعض ربطها، واجتمع بأخيه قرب الخلقة، وخرج معه إلى صنعاء، وقتل تحتها كما تقدم (٢).

ولما عزم الشيخ عبد الملك من لحج .. قدمها البدو في جمع عظيم مقدّمهم مجرب بن حيدرة بن مسعود، فلما صاروا في معالي الوادي .. أرسلوا إلى الدولة الذين بالرعارع أنا ما وصلنا إلا بإشارة من الشيخ عبد الملك، فقدكم (٣) تهيئون لنا الغداء، ولما علم الخلي بوصولهم .. دخل بما معه من الخيل والعسكر إلى عدن وأخلى الرعارع، فدخلها البدو، فنهبوها نهبا قبيحا، وهتكوا أحوال الناس، وسبوا النساء والأطفال، وفعلوا الفعائل القبيحة، ونهبوا بنا أبّة العليا والسفلى وسائر قرى لحج، وقصدوا نحو حوطة سفيان وكان غالب الناس قد نقلوا ما يعز عليهم إليها، فأخذوا منها أموالا جزيلة؛ من طعام ومصاغ وغير ذلك، وقصدوا حوطة الشيخ بلحفار فخرج إليهم المشارقة، فدافعوهم منها، ثم إن الشيخ عبد الجبار بن أحمد بلحفار صالحهم من نهبها على مال بذله لهم من نفسه ومن أهل الحوطة، ثم سعى بينهم وبين الأمير بالصلح على أن يعطيهم الأمير مالا جزيلا، ويؤمنوا الناس بالوادي، ففعل ذلك الأمير، فكفوا أيديهم عن النهب، واقتسموا قرى لحج، فأقام مجرب شيخ الهيا ثم ببنا أبّة العليا، وأقام أحمد بن نسر شيخ آل أيوب بالرعارع هو ومن معه،


(١) انظر (٦/ ٥٨٠).
(٢) انظر (٦/ ٥٨٣).
(٣) المعنى: فقد تهيئون. (لهجة يمنية).

<<  <  ج: ص:  >  >>