للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرجع الشيخ أحمد ليصلح أمرهم، فلم يصل إلى المحطة إلا وقد نهب آل أيوب مخيمه وأخذوا جميع ما فيه، وانفلت بقية العسكر، وربما هموا فيه بالشر، فسلمه الله منهم، فاستمر راجعا إلى حياز بعد أن تحقق عزل الأمير له، وكان عزل الأمير له من غير سبب ولا موجب لذلك سوى مجرد الهوى، لا جرم لاقى غبّ ما صنع، فسلبه الله عزّه سريعا، فسبحان من لا يزول ملكه، ولا يبيد سلطانه!

وأما الفرنج .. فإنهم توجهوا إلى نحو جدة، فلما كانوا بالقرب منها .. علموا أن بجدة عسكرا كثيفا من الترك والأروام والمعازبة وغيرهم، فداخلهم الفشل والخذلان، فدبروا إلى دهلك، وأقاموا بها إلى أن رد الشمال، ثم رجعوا من حيث جاءوا، فوصلوا إلى بندر عدن في شهر رجب مظهرين المسالمة، فأمدهم الأمير مرجان بالماء والزواد، واستفك من أيديهم بعض الأسارى، ثم عزموا إلى هرموز (١).

وفيها: خرج الأمير مرجان من عدن إلى التلاج وصحبته الشريف عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس بن أبي بكر باعلوي، وهلال عتيق الشريف أبي بكر بن عبد الله العيدروس باعلوي وهو القائم بتربته، وقدم الشيخ عبد الملك بن محمد من لحج إلى التلاج، فاجتمع بالأمير ومن معه، فبايعه الأمير، وحلف له، وأمره بالتقدم إلى الجبل ومقابلة ابن عمه الشيخ أحمد بن محمد، فإذا صفي الجبل .. نزل إلى لحج، ثم دخل عدن، ثم رجع الأمير وجماعة إلى عدن، ورجع الشيخ عبد الملك، كان ذلك جميعه في سنة ست وعشرين (٢).

وفيها-أعني سنة ست وعشرين-: عزم الشيخ عبد الملك بن محمد إلى الجبل، وجهز معه الأمير ابن بنته عبد الله بن عبد النبي ومعه جل العسكر وبيده المال ومصروف العسكر وكساؤهم ومزائديهم، فكان يتصرف في ذلك على من شاء كيف شاء من غير مراجعة الشيخ عبد الملك، فكان يرحل الناس برحيله، وينزلون بنزوله، والشيخ معه تبع، فأقاموا في الجبل إلى أوائل السنة الآتية (٣).

***


(١) «تاريخ الشحر» (ص ١٤٩).
(٢) «تاريخ الشحر» (ص ١٤٨).
(٣) «تاريخ الشحر» (ص ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>