للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومات سنة أربع وخمسين.

قالوا: عاش حسان وأبوه ثابت وأبوه المنذر وأبوه حرام كلّ واحد منهم مائة وعشرين سنة، وكان ابنه عبد الرحمن إذا ذكر هذه القصة .. اشرأب لمائة وعشرين سنة، فمات لخمسين سنة أو نيف وخمسين سنة.

وعاش حسان ستين سنة في الجاهلية، وستين سنة في الإسلام، وشاركه في ذلك حكيم بن حزام.

قال النووي: (والمراد بالإسلام: من حين انتشر وشاع في الناس، وذلك قبل هجرته صلّى الله عليه وسلم بنحو ست سنين) (١)، وذلك لا يلائم ما ذكرناه من تاريخ مولده، رضي الله عنه.

٣٢٢ - [حكيم بن حزام] (٢)

حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي ابن أخي خديجة أم المؤمنين.

ولد قبل الفيل بثلاث عشرة سنة في جوف الكعبة، دخلت أمه الكعبة للزيارة، فضربها المخاض ففرشت لها الأنطاع، فولدت فيها، ولا يعرف ذلك لغيره، وما روي أن عليا رضي الله عنه ولد فيها .. فضعيف.

وشهد حكيم بدرا مع المشركين، وأسلم عام الفتح، وكان إذا اجتهد في يمينه .. قال:

والذي نجاني أن أكون قتيلا يوم بدر، وأعطاه صلّى الله عليه وسلم يوم حنين مائة بعير.

وكان جوادا، حج في الإسلام ومعه مائة بدنة قد جلّلها بالحبرة أهداها (٣)، ووقف بمائة وصيف معهم أطواق الفضة منقوش فيها: عتقاء الله عن حكيم بن حزام، وأهدى ألف شاة، وباع دار الندوة بمائة ألف درهم وتصدق بثمنها، فقيل له: بعت مكرمة قريش؟ ! فقال:


(١) «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ١٥٧).
(٢) «طبقات ابن سعد» (٦/ ٥٠)، و «معرفة الصحابة» (٢/ ٧٠١)، و «الاستيعاب» (ص ١٥٦)، و «المنتظم» (٤/ ٨٩)، و «أسد الغابة» (٢/ ٤٥)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ١٦٦)، و «سير أعلام النبلاء» (٣/ ٤٤)، و «تاريخ الإسلام» (٤/ ١٩٧)، و «البداية والنهاية» (٨/ ٤٦٠)، و «الإصابة» (١/ ٣٤٨).
(٣) الحبرة: نوع من البرود اليمنية.

<<  <  ج: ص:  >  >>