للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم مر بأرض الجزيرة وبها قيس بن عيلان في طاعة ابن الزبير، فاشتغل بحربهم نحو سنة وهزمهم، ودخل الموصل، فوجه إليه المختار أبو عبيد الثقفي يزيد بن أنس في ثلاثة آلاف.

فلما انتهى يزيد إلى الموصل .. أرسل إليه عبيد الله بن زياد أميرين في ستة آلاف، فهزمهم يزيد، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وكان يزيد إذ ذاك مريضا، وتوفي يزيد، فأرسل المختار مكانه إبراهيم بن الأشتر، فخرج إليه عبيد الله بن زياد في جيشه، فالتقيا بخازر قريبا من الموصل، فهزم ابن الأشتر جيش ابن زياد وقتله، وقتل الحصين بن نمير في عالم كثير، وحمل رءوسهما إلى المختار بالكوفة، فوضع رأس عبيد الله بن زياد ثمّ بقصر الكوفة بين يدي المختار في الموضع الذي وضع فيه رأس الحسين بن علي بين يدي عبيد الله بن زياد، ثم أرسل المختار بالرءوس إلى ابن الزبير، وقيل: إلى محمد ابن الحنفية.

فيقال: إن حية كانت تخرج فتتخلل الرءوس، ثم تدخل في أحد منخري عبيد الله بن زياد وتخرج من الآخر، وتغيب ثم ترجع، تفعل ذلك مرارا.

ويقال: إن رأسه لما علق مع الرءوس .. افتقد، وإن حية جرّته.

وكان قتله في سنة ست وستين، وقيل: في المحرم سنة سبع وستين.

٣٧٥ - [عدي بن حاتم الطائي] (١)

عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي الكوفي الصحابي أبو طريف، ويقال:

أبو وهب، وأبوه حاتم هو المشهور بالكرم.

وكان نصرانيا، ثم وفد على رسول الله صلّى الله عليه وسلم في شعبان سنة تسع، وأكرمه صلّى الله عليه وسلم، وألقى له وسادة وقال: «إذا أتاكم كريم قوم .. فأكرموه» (٢).

فلما توفي صلّى الله عليه وسلم وارتد من ارتد من العرب .. ثبت هو وقومه على الإسلام، وقدم على أبي بكر في أيام الردة بصدقة قومه.


(١) «طبقات ابن سعد» (٦/ ٢١٤)، و «معرفة الصحابة» (٤/ ٢١٩٠)، و «الاستيعاب» (ص ٥٧٧)، و «أسد الغابة» (٤/ ٨)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٣٢٧)، و «سير أعلام النبلاء» (٣/ ١٦٢)، و «تاريخ الإسلام» (٥/ ١٨١)، و «مرآة الجنان» (١/ ١٤٢)، و «الإصابة» (٢/ ٤٦٠)، و «شذرات الذهب» (١/ ٢٩٢).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٣٧١٢)، والبيهقي (٨/ ١٦٨)، والطبراني في «الكبير» (٢/ ٣٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>