للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما تحققوا وفاته .. نقضوا الحصار، وبايع ابن الزبير أهل الحرمين وأهل العراق واليمن حتى كاد أن تجتمع الأمة عليه، وأراد الحصين بن نمير أمير جيش يزيد الدخول في طاعة ابن الزبير ومبايعته، فنفر بجيشه راجعا إلى الشام (١).

وفيها: غلب على دمشق الضحاك بن قيس الفهري، وفي صحبته خلاف، فدعا إلى ابن الزبير، ثم تركه ودعا إلى نفسه، وانحاز عنه مروان بن الحكم في بني أمية إلى أرض حوران، وهاجت الفتنة بالبصرة، فأخرجوا عبيد الله بن زياد منها، وولّوا على أنفسهم عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الملقب بببّة إلى أن يأتيهم وال من قبل ابن الزبير، وطرد أهل الكوفة واليهم عمرو بن حريث المخزومي خليفة ابن زياد، وولّوا أمرهم عامر بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي، وبعث ابن الزبير عماله إلى البصرة والكوفة، واستوثق له الأمر في جميع البلدان ما عدا الأردن وحوران.

ولما أخرج عبيد الله بن زياد من البصرة .. قصد الشام، فوافق مروان وبني أمية بحوران، ويقال: إن مروان كان قد هم بالوصول إلى ابن الزبير ومبايعته والدخول في طاعته، فثنى عزمه عن السداد عبيد الله بن زياد، وقال: يقبح بمثلك أن يكون شيخ قريش ثم يبايع غيرك، فقوي عزمه على طلب الملك، وبايعه على ذلك عبيد الله بن زياد وبنو أمية، فجمع العسكر وتقدم إلى دمشق لمحاربة الضحاك بن قيس الفهري، فالتقوا بمرج راهط، فقتل الضحاك في نحو ثلاثة آلاف من أصحابه، وسار أمير حمص يومئذ النعمان بن بشير الأنصاري لينصر الضحاك، فقتله أصحاب مروان (٢).

وفيها: وقع بالبصرة الطاعون، وماتت فيهم أمّ أميرهم، فلم يوجد من يحملها، مات بالطاعون المذكور الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (٣).

وفيها: توفي ربيعة الجرشي.

وفيها: خرجت الخوارج من سجن البصرة، وهم سبع مائة، منهم: نافع بن الأزرق، ونجدة بن عويمر الحنفي، وهؤلاء رءوس الخوارج وأصحاب المقالات، ومنهم:

عبيد الله بن الماحوز، وقطري بن الفجاءة التميمي، فاعتزل عبد الله بن الحارث الذي ولاه


(١) «العبر» (١/ ٧٠)، و «تاريخ الإسلام» (٥/ ٣٤)، و «البداية والنهاية» (٨/ ٦٢٤).
(٢) «تاريخ الطبري» (٥/ ٥٣٠)، و «الكامل في التاريخ» (٣/ ٢٣٧)، و «العبر» (١/ ٧٠)، و «البداية والنهاية» (٨/ ٦٣٩)، و «شذرات الذهب» (١/ ٢٨٧).
(٣) «تاريخ الطبري» (٥/ ٦١٢)، و «المنتظم» (٤/ ١٨٤)، و «العبر» (١/ ٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>