للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل البصرة، فولوا عليهم عبيد الله بن معمر التيمي (١).

قلت: قد تقدم ذكر عبيد الله بن معمر المذكور، وأنه استشهد في سنة تسع وعشرين، وذلك في أيام خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو من أهل الطبقة الثانية، فربما ذلك سهو أو سبق قلم من المؤرخ، فربما المذكور هنا ولده عمر بن عبيد الله بن معمر، فلينظر ذلك، والله أعلم (٢).

وفيها: قدم المختار بن أبي عبيد الثقفي الكوفة يطلب بثأر الحسين بن علي (٣).

وفيها: نقض ابن الزبير الكعبة وبناها؛ لما حدث فيها من الوهن بسبب رمي المنجنيق، وهاب الناس خرابها؛ فكانوا يخرجون عن مكة ليالي، وباشر ابن الزبير ابتداء هدمها بنفسه هو وغلمان معه سودان، يقال: فعل ذلك بمشورة من الصحابة منهم: جابر بن عبد الله الأنصاري، وعبيد بن عمير، وعبد الله بن مطيع وغيرهم، فبناها على قواعد إبراهيم صلّى الله عليه وسلم، وأدخل الحجر فيها، وجعل لها بابين على حكم ما سمعه من خالته عائشة رضي الله عنها تقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية .. لنقضت الكعبة، ولبنيتها على أساس إبراهيم، ولأدخلت الحجر فيها، ولجعلت لها بابين: باب يدخل الناس إليه، وباب يخرجون منه» (٤)، فلما ولي رضي الله عنه وتمكن من ذلك .. فعله.

وكره ابن عباس رضي الله عنهما في جماعة هدمها، وأحبوا بناءها على ما كانت عليه في زمنه صلّى الله عليه وسلم (٥).

وفيها: خرج سلم بن زياد من خراسان، فعرض له عبد الله بن خازم السلمي، فأخذ منه مائة ألف درهم، واستخلفه على خراسان، فغلب عليها وكان من الشجعان المشهورين (٦).


(١) «تاريخ الطبري» (٥/ ٥٠٥)، و «تاريخ الإسلام» (٥/ ٣٦).
(٢) انظر ترجمة عبيد الله بن معمر (١/ ٢٩٥)، وما قاله المصنف رحمه الله تعالى صحيح؛ فالمذكور هنا في مصادر الحادثة هو ابنه عمر، ولم ندر من الذي عناه بقوله: (المؤرخ).
(٣) «تاريخ الطبري» (٥/ ٥٦٩)، و «المنتظم» (٤/ ١٨٧).
(٤) تقدم تخريجه في ترجمة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما (١/ ٤١٩).
(٥) «تاريخ الطبري» (٥/ ٥٨٢)، و «المنتظم» (٤/ ١٨٨)، و «الكامل في التاريخ» (٣/ ٢٨٦)، و «تاريخ الإسلام» (٥/ ٣٩)، و «البداية والنهاية» (٨/ ٦٥٠)، و «شذرات الذهب» (١/ ٢٨٨).
(٦) «تاريخ الطبري» (٥/ ٥٤٥)، و «الكامل في التاريخ» (٣/ ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>