للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة الموفية مائة]

فيها: وقع الطاعون بالبصرة فسموه طاعون عدي بن أرطاة (١).

وفيها: ابتدأ أمر الدول العباسية، وذلك: أن أبا هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية قدم على سليمان بن عبد الملك في سنة ثمان وتسعين، فأعجب به وقضى حاجته وصرفه، وضم إليه من يسمّه، فلما صار من السراة .. سمّ، فلما أحسّ بذلك .. قال لأصحابه:

ميلوا إلى ابن عمي محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وهو يومئذ بالحميمة من السراة من كورة البلقاء من أرض دمشق، فلما صار إليه .. أوصى إليه وأعلمه أن الخلافة صائرة إلى ولده، وأفشى إليه أسراره وقال له: إذا مضت سنة مائة .. فوجه دعاتك، واعلم أن هذا الأمر يتم لابن الحارثية من ولدك، وكان بنو أمية يمنعون بني هاشم من زواج الحارثية؛ لما يرون من زوال ملكهم على يد ابن الحارثية، فلما ولي عمر بن عبد العزيز .. جاء إليه محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، واستأذنه في زواج الحارثية بنت خاله، فأذن له في زواجها، فقيل لعمر: ما كان بنو أمية يرونه، فقال: إن قضاء الله لا يرده شيء، فتزوجها فولدت له السفاح الذي كان زوال ملك بني أمية على يده.

فلما دخلت سنة مائة .. ابتدأ محمد بن علي في دعاء الناس، فكان أول من استجاب له أربعة نفر من الكوفة، وهم: أبو رباح ميسرة النبال، وأبو عمرو البزار، والمنذر الهمداني، ومصقلة الطحان، فأمرهم أن يدعوا إلى إمامته ولا يجاوزوا الكوفة، ففعلوا ذلك، فاستجاب لهم: أبو عكرمة زياد بن درهم مولى همدان، وأبو هاشم بكر بن ماهان المروزي، وموسى السراج، وأبو سلمة حفص بن سليمان الخلال، وحفص الأشتر، فاستأذنوه في بث الدعوة، فقال: الكوفة وسوادها شيعة علي وأهل بيته، والبصرة وأهلها شيعة عثمان، والجزيرة حرورية مارقة، والشام لا يعرفون إلا أبا سفيان وطاعة ابن مروان، ومكة والمدينة واليمامة والبحرين قد غلب عليها أبو بكر وعمر، ولكن عليكم بخراسان؛ فإني أتفأل إلى مطلع الشمس سراج الدنيا ومصباح الخلق، فوجه محمد بن علي ميسرة النبال على العراق، ووجه جماعة دعاة إلى خراسان، فلقوا بها من لقوه واستجاب لهم (٢).


(١) «المنتظم» (٤/ ٥٢٨)، و «النجوم الزاهرة» (١/ ٢٤٣).
(٢) «تاريخ الطبري» (٦/ ٥٦٢)، و «المنتظم» (٤/ ٥٢٨)، و «الكامل في التاريخ» (٤/ ١٠٧)، و «البداية والنهاية» (٩/ ٢٢٣)، و «البدء والتاريخ» (٦/ ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>