للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكى الجوهري في «صحاحه»: (أنه سقط عن حمار له، واجتمع عليه الناس، فقال: ما لكم تكأكأتم عليّ كتكأكئكم على ذي جنّة؟ ! افرنقعوا عني) (١) أي: ما لكم اجتمعتم علي كتجمعكم على مجنون، انكشفوا عني.

ويروى: أن يوسف بن عمر الثقفي لما ولي العراقين بعد خالد بن عبد الله القسري ..

فتتبع أصحاب خالد، وكان بعض جلساء خالد قد أودع عند عيسى بن عمر المذكور وديعة، فنمي الخبر إلى يوسف بن عمر الثقفي، فكتب إلى عامله بالبصرة أن يحمل إليه عيسى بن عمر مقيدا، فلما قيده الوالي .. قال له: لا بأس عليك، إنما أرادك الأمير لتأديب ولده، قال: (فما بال القيد إذن)، فبقيت كلمته هذه مثلا بالبصرة لمن توهم أنه يراد به الخير، وفعل به ما يدل على الشر، فلما وصل إلى يوسف بن عمر .. سأله عن الوديعة، فأنكر فأمر بضربه، فضرب بالسياط، فلما أوجعه الضرب .. قال: والله؛ إن كانت إلا أثيابا في أسيفاط قبضها عشّاروك.

وقيل: إن الضارب له عمر بن هبيرة الفزاري الذي ولي العراقين بعد يوسف بن عمر الثقفي.

توفي عيسى بن عمر النحوي سنة تسع وأربعين ومائة.

٧٣٦ - [مقاتل بن سليمان] (٢)

مقاتل بن سليمان الأزدي مولاهم أبو الحسن الخراساني المشهور صاحب التفسير والحديث.

أخذ الحديث عن مجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، وأبي إسحاق السبيعي، والزهري، والضحاك بن مزاحم وغيرهم.

روى عنه بقية، وعبد الرزاق الصنعاني، وعلي بن الجعد، وحرمي بن عمارة وغيرهم، وكان من العلماء الأجلاء.

حكي عن الشافعي أنه قال: الناس كلهم عيال على ثلاثة: على مقاتل بن سليمان في


(١) «الصحاح» مادة: (فرقع).
(٢) «طبقات ابن سعد» (٩/ ٣٧٧)، و «الجرح والتعديل» (٨/ ٣٥٤)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (٢/ ١١١)، و «وفيات الأعيان» (٥/ ٢٥٥)، و «تهذيب الكمال» (٢٨/ ٤٣٤)، و «سير أعلام النبلاء» (٧/ ٢٠١)، و «تاريخ الإسلام» (٩/ ٦٣٩)، و «مرآة الجنان» (١/ ٣٠٩)، و «تهذيب التهذيب» (٤/ ١٤٣)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٢٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>