للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التفسير، وزهير بن أبي سلمى في الشعر، وأبي حنيفة في الفقه.

ويحكى: أن أبا جعفر المنصور كان جالسا فسقط عليه الذباب كثيرا حتى أضجره، فقال: من بالباب، قيل له: مقاتل بن سليمان، فأذن له، فقال له: تعلم لماذا خلق الله الذباب؟ قال: نعم؛ ليذل الله عزّ وجل به الجبابرة، فسكت المنصور.

قال مقاتل مرة: سلوني عما دون العرش، فقيل له: من حلق رأس آدم عند ما حج؟ فقال: ليس هذا من علمكم، ولكن أراد الله أن يبتليني لما أعجبتني نفسي.

وقال له آخر: الذرة أو النملة معاؤها في مقدمها أو مؤخرها؟ فتحير في ذلك، قال الراوي: فظننت أنها عقوبة عوقب بها.

واختلف العلماء في مقاتل بن سليمان؛ فمنهم من وثقه، وأكثرهم طعن فيه ونسبه إلى الكذب.

توفي سنة خمسين ومائة.

٧٣٧ - [الإمام أبو حنيفة] (١)

أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي الإمام المشهور مولى تيم الله بن ثعلبة.

ولد سنة ثمانين، وأدرك أربعة من الصحابة: أنس بن مالك بالبصرة، وعبد الله بن أبي أوفى بالكوفة، وسهل بن سعد الساعدي بالمدينة، وأبا الطفيل عامر بن واثلة بمكة.

وروى عن عطاء بن أبي رباح، وأبي إسحاق، ونافع مولى عبد الله بن عمر، وهشام بن عروة، وسماك بن حرب، وأخذ الفقه عن حماد بن سليمان.

روى عنه عبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح، والقاضي أبو يوسف، ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهم.

وكان عالما عاملا، زاهدا عابدا، ورعا تقيا، كثير الخشوع، دائم التضرع إلى الله تعالى.


(١) «طبقات ابن سعد» (٨/ ٤٨٩)، و «الجرح والتعديل» (٨/ ٤٤٩)، و «وفيات الأعيان» (٥/ ٤١٥)، و «تهذيب الكمال» (٢٩/ ٤١٧)، و «سير أعلام النبلاء» (٦/ ٣٩٠)، و «تاريخ الإسلام» (٩/ ٣٠٥)، و «مرآة الجنان» (١/ ٣٠٩)، و «البداية والنهاية» (١٠/ ٥٢٦)، و «الجواهر المضية» (١/ ٤٩)، و «تهذيب التهذيب» (٤/ ٢٢٩)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٢٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>