للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٦ - [هشام بن صبابة] (١)

هشام بن صبابة (٢) بن حزن الكناني الليثي، أخو مقيس.

روي: أن مقيسا وجد أخاه هشاما قتيلا في بني النجار وكان مسلما، فأتى النبي صلّى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فأرسل معه زهير بن عياض الفهري إلى بني النجار وقال: «قل لهم: إن علمتم قاتل هشام بن صبابة أن تدفعوه إلى أخيه، وإن لا تعلمون قاتله .. فلا بد أن تدفعوا إليه ديته» فجعلوا لمقيس دية أخيه، فلما قبض الدية .. وثب على زهير فقتله، وارتد إلى الشرك، وقال أبياتا منها: [من الطويل]

فأدركت ثأري واضطجعت موسّدا ... وكنت إلى الأوثان أول راجع (٣)

وقيل: إن هشاما قتله رجل من الأنصار خطأ؛ رأى أنه من العدو في غزاة بني المصطلق سنة أربع أو سنة ست، وعليه اقتصر الحافظ العامري في «بهجته» كما ذكره في (فصل الحوادث) (٤)، والله سبحانه وتعالى أعلم.

١٠٧ - [خلاّد بن سويد] (٥)

خلاّد بن سويد الأنصاري، استشهد يوم بني قريظة سنة أربع، وقيل: سنة خمس، ألقت عليه امرأة منهم رحى فقتلته، ولم يقتل من نساء بني قريظة غيرها.

قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إن له أجر شهيدين»، قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: «لأن أهل الكتاب قتلوه» (٦)، رضي الله عنه.


(١) «سيرة ابن هشام» (٣/ ٢٩٠)، و «تاريخ الطبري» (٢/ ٦٠٩)، و «الاستيعاب» (ص ٧٤١)، و «أسد الغابة» (٥/ ٤٠٠)، و «تاريخ الإسلام» (١/ ٤٠٢)، و «الإصابة» (٣/ ٥٧١)، و «بهجة المحافل» (١/ ٢٤١).
(٢) قال الأشخر في «شرح البهجة» (١/ ٢٤١): (الأكثرون على أنه بمهملة مضمومة، وعن ابن أبي الصيف: أنه بإعجامها ثم موحدة ثم ألف ثم موحدة).
(٣) الأبيات ذكرها ابن هشام في «السيرة» (٣/ ٢٩٣)، والواقدي في «المغازي» (١/ ٤٠٨)، وذكرا الشطر الأول من هذا البيت برواية أخرى، وهي الرواية التي سيذكرها المصنف رحمه الله تعالى في حوادث السنة الرابعة (١/ ٢١٧)، وهي: (حللت به وتري وأدركت ثؤرتي).
(٤) انظر «بهجة المحافل» (١/ ٢٤١)، وأما عن تاريخ غزوة بني المصطلق: فقد ذكرنا الخلاف والترجيح في ذلك عند الكلام عليها في الحوادث على ما سيأتي (١/ ٢١٦).
(٥) «سيرة ابن هشام» (٤/ ٤٥٩)، و «النسب» لابن سلام (ص ٢٨٠)، و «طبقات ابن سعد» (٣/ ٤٩١)، و «الاستيعاب» (ص ٢٠٣)، و «أسد الغابة» (٢/ ١٤٢)، و «الإصابة» (١/ ٤٤٩).
(٦) أخرجه أبو داود (٢٤٨٠)، والبيهقي في «الكبرى» (٩/ ١٧٥)، وأبو يعلى في «مسنده» (١٥٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>