للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٩٠٤ - [الكسائي] (١)

أبو الحسن علي بن حمزة الأسدي مولاهم المعروف بالكسائي؛ لأنه أتى حمزة بن حبيب الزيات بالكوفة وهو ملتف بكساء، فقال حمزة: من يقرأ؟ فقيل له: صاحب الكساء، فبقي عليه هذا اللقب، وقيل: بل أحرم في كساء، فنسب إليه.

روى الكسائي عن حمزة الزيات، وأبي بكر بن عياش، وابن عيينة وغيرهم.

وروى عنه الفراء، وأبو عبيد القاسم بن سلام وغيرهما.

وكان يؤدب الأمين بن الرشيد، ولم تكن له زوجة ولا جارية، فكتب إلى الرشيد يشكو العزبة في هذه الأبيات: [من الكامل]

قل للخليفة ما تقول لمن ... أمسى إليك بحرمة يدلي

ما زلت مذ صار الأمين معي ... عبدي يدي ومطيتي رجلي

وعلى فراشي من ينبهني ... من نومتي وقيامه قبلي

أسعى برجل مثل ثالثة ... موفورة مني بلا رجل

وإذا ركبت أكون مرتدفا ... قدام سرجي راكبا مثلي

فامنن علي بما يسكنه ... عني واهد الغمد للنصل

فأمر له الرشيد بعشرة آلاف، وجارية حسناء بجميع آلاتها، وخادم، وبرذون بجميع آلاته.

واجتمع يوما بمحمد بن الحسن الحنفي في مجلس الرشيد، فقال الكسائي: من تبحر في علم يهتدي به إلى جميع العلوم؟ فقال له محمد: ما تقول فيمن سهى في سجود السهو، هل يسجد مرة أخرى؟ قال الكسائي: لا، قال: لماذا؟ قال: لأن النحاة يقولون:

المصغر لا يصغر.

قال ابن خلكان: (هكذا وجدته في مواضع عديدة، وذكر الخطيب في «تاريخه»: أن


(١) «المعارف» (ص ٥٤٥)، و «الجرح والتعديل» (٦/ ١٨٢)، و «تاريخ بغداد» (١١/ ٤٠٢)، و «معجم الأدباء» (٥/ ١٠١)، و «وفيات الأعيان» (٣/ ٢٩٥)، و «سير أعلام النبلاء» (٩/ ١٣١)، و «تاريخ الإسلام» (١٢/ ٢٩٩)، و «مرآة الجنان» (١/ ٤٢١)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>