للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه القصة جرت بين محمد بن الحسن المذكور والفراء، وهما ابنا خالة) (١).

فقال محمد: ما تقول في تعليق الطلاق؟ قال: لا يصح، قال: ولم؟ قال: لأن السيل لا يسبق المطر، قال الشيخ اليافعي: وقول الكسائي: (لا يصح) أي: لا يصح وقوعه قبل وجود الصفة المعلق عليها. اه‍ (٢)، وكأنه فرض السؤال في أنه هل يقع الطلاق المعلق قبل وجود الصفة؟ وعلى ذهني أن السؤال مفروض: هل يصح تعليق الطلاق قبل النكاح؟

وللكسائي مناظرات مع سيبويه، ومع اليزيدي، ذكرت في تراجمهما.

خرج صحبة الرشيد إلى الري فتوفي هناك في سنة تسع وثمانين ومائة، وفي ذلك اليوم توفي محمد بن الحسن الشيباني بالري، فقال الرشيد: دفنّا الفقه والنحو بالري.

٩٠٥ - [محمد بن الحسن الشيباني] (٣)

محمد بن الحسن الشيباني مولاهم الكوفي، وأصله: من قرية قرب باب دمشق، فقدم أبوه من الشام إلى العراق، فأقام بواسط، فولد بها محمد المذكور، ونشأ بالكوفة، ولقي جماعة من أعلام الأئمة، وجلس مجلس أبي حنيفة سنتين، ثم تفقه على أبي يوسف صاحب أبي حنيفة، وصنف الكتب النادرة منها: «الجامع الكبير»، و «الجامع الصغير» وغيرهما، وله في مصنفاته المسائل المشكلة خصوصا المتعلقة بالعربية، ونشر علم أبي حنيفة، وتناظر هو والشافعي ببغداد مرارا، وظهر عليه الشافعي وقطعه، قال الشافعي رحمه الله تعالى: ما رأيت سمينا ذكيا إلا محمد بن الحسن.

وكان أفصح الناس، إذا تكلم .. خيل لصاحبه أن القرآن نزل بلغته، وهو ابن خالة الفراء صاحب النحو واللغة، قال رحمه الله تعالى: خلف لي أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقت نصفها على النحو واللغة.


(١) «وفيات الأعيان» (٣/ ٢٩٦)، وانظر «تاريخ بغداد» (١٤/ ١٥٦).
(٢) «مرآة الجنان» (١/ ٤٢٢).
(٣) «طبقات ابن سعد» (٩/ ٣٣٨)، و «المعارف» (ص ٥٠٠)، و «الجرح والتعديل» (٧/ ٢٢٧)، و «تاريخ بغداد» (٢/ ١٦٩)، و «المنتظم» (٥/ ٥٣٢)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٨٠)، و «وفيات الأعيان» (٤/ ١٨٤)، و «سير أعلام النبلاء» (٩/ ١٣٤)، و «تاريخ الإسلام» (١٢/ ٣٥٨)، و «مرآة الجنان» (١/ ٤٢٢)، و «شذرات الذهب» (١/ ٤٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>