للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرجت به أمه وهو صغير تزور قومها، فأغارت عليهم بنو القين بن جسر، فأسروا زيدا وقدموا به سوق عكاظ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة، فوهبته للنبي صلّى الله عليه وسلم قبل النبوة وهو ابن ثمان سنين، فأعتقه صلّى الله عليه وسلم، وقدم أبوه إلى مكة ليفديه بعد البعثة، فاختار زيد النبي صلّى الله عليه وسلم على أهله، فتبناه صلّى الله عليه وسلم حتى كان يدعى: زيد بن محمد، حتى نزل قوله تعالى: {اُدْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ} (١).

أسلم قديما حتى قيل: إنه أول من أسلم، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرا، وكان هو البشير بنصرة المسلمين، وشهد أحدا والخندق والحديبية وخيبر، وزوجه صلّى الله عليه وسلم مولاته أم أيمن، فولدت له أسامة بن زيد، وتزوج بزينب بنت جحش أم المؤمنين، ثم طلقها، فتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {فَلَمّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها} الآية.

ولم يذكر الله سبحانه وتعالى أحدا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم في القرآن باسمه العلم غير زيد.

قال النووي: (ولا يرد على هذا قول من قال: «السجل» في قوله تعالى: {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} اسم كاتب؛ فإنه ضعيف أو غلط) (٢).

وأمّره صلّى الله عليه وسلم على جيش غزوة مؤتة، فاستشهد في جمادى الأولى سنة ثمان.

وذكر الإمام الرازي في «فوائده»: أن حارثة والد زيد أسلم حين جاء في طلب ابنه زيد، ثم ذهب إلى قومه مسلما، رضي الله عنه.

١٤١ - [مسعود بن الأسود] (٣)

مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة القرشي، من بني عدي بن كعب، كان من


(١) أخرجه البخاري (٤٧٨٢)، ومسلم (٢٤٢٥).
(٢) «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٢٠٣).
(٣) «سيرة ابن هشام» (٣/ ٣٨٨)، و «طبقات ابن سعد» (٤/ ١٣١)، و «الاستيعاب» (ص ٦٩٠)، و «التبيين» (ص ٤٣٥)، و «أسد الغابة» (٥/ ١٥٦)، و «تاريخ الإسلام» (٢/ ٤٩٩)، و «العقد الثمين» (٧/ ١٨١)، و «الإصابة» (٣/ ٣٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>