للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى عنه الإمام الشافعي ما رواه عن أبان بن صالح عن النبي صلّى الله عليه وسلم: «لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، ولا مهديّ إلا عيسى ابن مريم» (١).

قال ابن سمرة: (روى هذا الخبر عن الشافعي يونس بن عبد الأعلى-وهو أحد أصحاب الشافعي-قال: وكان بعض الفقهاء يستدل بأن الشافعي دخل الجند، كما دخل صنعاء بروايته عن هذا محمد بن خالد الجندي) اه‍ (٢)

ومحمد بن خالد هذا وثقه ابن معين، وقال البيهقي: إنه مجهول.

واعلم أنه اختلفت الرواية في هذا الحديث عن يونس:

فروى الحافظ المزي بإسناده من طريق ابن زياد النيسابوري، ومن طريق ابن منده عن الحسن بن يوسف الطرائفي وأبي الطاهر بن عمرو، قالوا ثلاثتهم: حدثنا يونس، نا الشافعي، فصرح هؤلاء بحديث الشافعي ليونس (٣).

وروى الحافظ الذهبي بسنده إلى أبي الطاهر أحمد بن محمد بن عمر المدني قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، عن الشافعي، فرواه بالعنعنة.

قال الحافظ الذهبي: وعندي «مسند يونس بن عبد الأعلى» من رواية أبي الطاهر المدني عنه، وفيه هذا الحديث قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثت عن الشافعي.

قال الذهبي: وروى أحمد بن محمد بن رشدين قال: حدثني علي بن عبيد الله الواسطي قال: رأيت الشافعي في المنام، فسمعته يقول: كذب علي يونس من حديث الجندي، ما هذا من حديثي، ولا أحدث به. اه‍

وكذلك اختلف أيضا في شيخ محمد بن خالد الجندي في هذا الحديث: هل هو أبان بن صالح، كما ذكره ابن سمرة والذهبي في روايته المتقدمة عن أبي طاهر أحمد بن محمد بن عمر المدني، وكذلك رواه صامت بن معاذ: نا يحيى بن السكن، نا محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، أو هو أبان بن أبي عياش، كما رواه صامت المذكور عن


(١) أخرجه الحاكم (٤/ ٤٤١)، وابن ماجه (٤٠٣٩) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٢) «طبقات فقهاء اليمن» (ص ٦٦).
(٣) انظر «تهذيب الكمال» (٢٥/ ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>