للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة الثانية عشرة بعد المائتين]

فيها: أظهر المأمون القول بخلق القرآن مع ما أظهر في السنة الماضية من التشيع وتفضيل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على سائر الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وندائه ببراءة الذمة ممن ذكر معاوية رضي الله عنه بخير، أو فضّله على أحد من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم (١).

وفيها: توفي أسد بن موسى الأموي الملقب بأسد السنة، والحافظ أبو عاصم النبيل- واسمه: الضحاك بن مخلد الشيباني محدث البصرة-والحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف الفريابي، رحل إليه الإمام أحمد فلم يدركه، بل بلغه موته بحمص، وإسماعيل بن حماد بن الإمام أبي حنيفة، كان موصوفا بالزهد والعبادة والعدل في الأحكام، ولي القضاء ببغداد، ثم بالبصرة، وعبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون صاحب الإمام مالك، كان فصيحا مفوها، وعليه دارت الفتيا في زمانه بالمدينة، والغافقي مفتي الأندلس، كان صالحا ورعا مجاب الدعوة، مقدما في الفقه على يحيى بن يحيى، والحسين بن حفص.

قيل: وفيها: توفي أحمد بن أبي خالد وزير المأمون، وقيل: توفي في آخر سنة ثلاث عشرة ومائتين.

وفيها: توفي أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.

***

[السنة الثالثة عشرة بعد المائتين]

فيها: توفي علي بن جبلة الشاعر المشهور أحد فحول الشعر المبرزين من الموالي، ولد أعمى، وقيل: بل عمي من جدري أصابه وهو ابن سبع سنين، وكان أسود أبرص.

وفيها: توفي صاحب «المسائل الأسدية» التي كتبها عن ابن القاسم، والحافظ الزاهد عبد الله بن داود، سمع الأعمش وغيره، وكان من أعبد أهل زمانه، وإسحاق بن مرار- بكسر الميم، وتكرير الراء قبل الألف وبعدها-الشيباني النحوي اللغوي من الأئمة الأعلام، وقد ذكر في السنة العاشرة أيضا.

وفيها-أعني: سنة ثلاث عشرة-: توفي عبيد الله بن موسى العنسي الكوفي الحافظ،


(١) «تاريخ الطبري» (٨/ ٦١٩)، و «المنتظم» (٦/ ٢٢٩)، و «الكامل في التاريخ» (٥/ ٥٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>