للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

نيالة الطلبات لولا أنها ... تعطي مكان لجامها ما نيلا

يقول: هذه الفرس إذا طلبت عدوًا أو وحشًا نالته؛ وهي مع ذلك عزيزة النفس لولا أنها تذل للراكب وتغطيه مكان لجامها لما قدر عليه؛ لأنها سابقة لو شردت عن محاول إلجامها لما وصل إليه.

وقوله:

تندى سوالفها إذا استحضرتها ... ويظن عقد عنانها محلولا

السوالف: جمع سالفة وهي صفحة العنق, والفرس لا يحمد لها كثرة العرق ولا قلته؛ لأنه إذا كثر أضعف, وإذا قل حدث عنه البهر؛ فلذلك جعل سوالفها تندى بالعرق, أي تخرجه قليلًا قليلًا. وتظن عقد عنانها محلولًا؛ أي كأنها وإن كانت ذات عنانٍ لا عنان لها. وعقد عنانها: اسم ما لم يسم فاعله.

وقوله:

مازال يجمع نفسه في زوره ... حتى حسبت العرض منه الطولا

مازال: يعني الأسد, وزوره: صدره. يقول: جمع نفسه في زوره حتى حسبت عرضه طوله.

وقوله:

ويدق بالصدر الحجار كأنه ... يبغي إلى ما في الحضيض سبيلا

الحجارة بالهاء أفصح من الحجار, وكذلك هي في القرآن, وفي الشعر الفصيح, قال امرؤ القيس: [الطويل]

ويخطو على صم صلابٍ كأنها ... حجارة غيلٍ وارسات بطحلب

وقال الأعشى: [مجزوء الكامل]

لسنا نقاتل بالعصي ... ي ولا نرامي بالحجاره

والحضيض: أسفل الجبل.

وقوله:

وكأنه غرته عين فادنى ... لا يبصر الخطب الجليل جليلا

<<  <   >  >>