للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

كل أثيثٍ نبتها متفال ... لم تغذ بالمسك ولا الغوالي

يقول: لحاهن أثيثات النبت فكلها متفال؛ أي ليست رائحته بطيبة. والتفل ضد العطر. وامرأة متفال ضد معطار, قال امرؤ القيس: [الطويل]

إذا ما الضجيع ابتزها من ثيابها ... ومالت عليها هونةً غير متفال

والغوالي: كل ما غلا من الطيب من غلاء السعر؛ فأما خصومة الناس هذا الضرب من الطيب بالغالية, فيقال: إن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عليه السلام دخل على معاوية فشم منه رائحةً طيبة فسأله عنها, فوصفها له, فقال معاوية: هذه غالية. والأشبه أن تكون الغالية كل شيء غالٍ من الطيب, وقيل: إن فاطمة عليها السلام قالت لما مات النبي صلى الله عليه وسلم: [الكامل]

ماذا على من مس تربة أحمدٍ ... ألا يمس مدى الزمان غواليا

صبت علي مصائب لو أنها ... صبت على الأيام صرن لياليا

وقوله:

ترضى من الأدهان بالأبوال ... ومن ذكي الطيب بالدمال

يقول: إنها لا تدهن إلا أن يصيبها شيء من بولها فتقيمه مقام الدهن. والدمال نحو الزبل.

وقوله:

لو سرحت في عارضي محتال ... لعدها من شبكات المال

يقول: هذه اللحية لو سرحت في عارضي رجلٍ محتالٍ لعدها شبكةً يصطاد بها أموال الناس؛ لأنهم إذا نظروا إلى كبر لحيته ظنوا أن فيه خيرًا.

وقوله:

شبيهة الإدبار بالإقبال ... لا توثر الوجه على القذال

فاختلفت في وابلي نبال

<<  <   >  >>