للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعنى أن الشاعر يقول: وا حر قلبي, والذي أوجب حره أن قلب عدوي شبم. والشبم: البارد, ووصف الموت بالشبم لأنه برد. قال الشاعر: [المتقارب]

وقد شبهوا العير أفراسنا ... فقد وجدوا سيرها ذا شبم

أي: ذا برد؛ أي: ظنوا أن أفراسنا عير تحمل طعامًا وميرةً, فإن ميرها شبم أي موت بارد.

ويجوز أن يعني بالشبم أن الحديد بارد وهو يؤدي إلى الموت. قال الشاعر: [البسيط]

ولوا سارعًا لدى الطرفا تشدخهم ... زرق الأسنة في أطرافها شبم

وقد استعمل لفظ الشبم في غير معنى البرد؛ فقيل لدفيفٍ أو عودٍ يجعل في فم العناق أو الجدي ليمنعه من الرضاع: شبام. قال عدي بن زيد العبادي: [الخفيف]

ليس شيء على المنون بباق ... غير وجه المهيمن الخلاق

ليس للمرء عصمة من رزايا الدهـ ... ـر تغني عنه شبام عناق

وقالوا في بعض الأمثال: «تفرق من صوت الغراب وتقدم على الأسد المشبم» , وهو الذي في فمه شبام. والشبامان: خيطان في البرقع تشدهما المرأة إلى قفاها.

وقوله: ومن بجسمي وحالي عنده سقم؛ أي: جسمي سقيم عنده لكثرة الهموم, وحالي سقيمة أيضًا؛ أي إني قليل ذات اليد.

وقوله:

مالي أكتم حبًا قد برى جسدي ... وتدعي حب سيف الدولة الأمم

<<  <   >  >>