للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدارش: كلمة معربة وهو الأديم المحبب, وإنما يعني خفا أو شمشكًا, وخوص الركاب: التي قد غارت عيونها. والركاب: الإبل خاصةً. يقول: جعل حظي من خوص الركاب هذا الحذاء الذي أمشي به, وقد كرر أبو الطيب هذا (١٧/أ) المعنى في النعل كما قال: [المنسرح]

لا ناقتي تقبل الرديف ولا ... بالسوط يوم الرهان أجهدها

وقد سبق الناس إلى هذا المعنى ومنه قول القائل:

................... ... إليك امتطينا الأرحبي الملسنا

يعني نعلًا ملسنةً.

وقوله:

يستصغر الخطر الكبير لوفده ... ويظن دجلة ليس تكفي شاربا

إذا رويت الخطر, بكسر الطاء, فهو على حذف الياء من الخطير. يقال: شيء خطير؛ أي: له قيمة عظيمة, وقل ما يحذف منه الياء, وإذا رويت الخطر فهو يؤدي معنى الخطير إلا أنه في الكلام. وقوله ليس تكفي, الأحسن أن تكون ليس في معنى لا, فلا يكون فيها ضمير؛ لأنه إذا جعلها التي تحتاج إلى اسمٍ وخبرٍ لزمه أن يكون فيها ضمير يرجع إلى دجلة؛ فيكون قد ذكر المؤنث, فكأنه قال: الشمس ليس طالعةً. ولو كان الكلام منثورًا لوجب أن يقال: ليست تكفي شاربًا.

وقوله:

سل عن شجاعته وزره مسالمًا ... وحذار ثم حذار منه محاربا

حذار: كلمة مبنية على الكسر, وهي في معنى الأمر, وتكون متعدية وغير متعديةٍ؛ كما تقول: حذرت وأحذر, فلا تذكر مفعولًا, ويجوز أن تقول احذر من كذا, فتعدي الحذر بحرف الخفض, واحذر كذا, فتسقط الخافض, وكذلك تقول: حذار وحذار من فلان,

<<  <   >  >>