للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحتشمته إذا أغضبته. قال الشاعر: [الوافر]

لعمرك إن قرص أبى خبيبٍ ... بطيء النضج محشوم الأكيل

وكان الأصمعي ينكر قول الناس: فلان يحتشم؛ أي يستحي, وغيره من العلماء يجيز ذلك.

وقوله:

ترمي على شفرات الباترات بهم ... مكامن الأرض والغيظان والأكم

شفرات: جمع شفرةٍ, وهي حد السيف. وشفير كل شيء آخره, ومنه شفر العين. ويقولون: لإلان على شفير أمر؛ أي: في آخره قد أشرف على غيره. ومنه قوله: شفر العطية إذا أقلها. وادعى الشاعر أن هؤلاء القوم المغرورين ترميهم على شفرات السيوف المكامن - وهي جمع مكمنٍ؛ أي الموضع الذي يستتر فيه الإنسان - وكذلك تفعل بهم الغيطان والأكم.

[و] لما كانت هذه المواضع لا تمنعهم زعم أنها كالرامية لهم إلى السيوف.

وقوله:

وجاوزوا أرسناسًا معصمين به ... وكيف يعصمهم ما ليس بنعصم

أرسناس: اسم نهر, أو موضع فيه نهر, والمعصم بالشيء: المتمسك به. قال طفيل الغنوي: [الطويل]

إذا ما غدا لم يسقط الرعب رمحه ... ولم يشهد الهيجا بألون معصم

يقول: أرادوا أن يعتصموا بأرسناس وهو لا يعصم نفسه فكيف يعصم سواه؟ ! .

وقوله:

تجعفل الموج عن لبات خيلهم ... كما تجفل تحت الغارة النعم

كان سيف الدولة قد عبر إلى الروم ماءً على الخيل سبحت بالفرسان فيه؛ فأراد أن الموج يتجفل عن لبات الخيل؛ فكأنه النعم إذا أغير عليه فجعل يتجفل.

<<  <   >  >>