للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

عبرت تقدمهم فيه وفي بلدٍ ... سكانه رمم مسكونها حمم

يعني أن هذا البلد قد قتلت أهله فعظامهم رمم؛ أي بالية. وواحد الرمم: رمة. وقد أحرقت ديارهم فهذه الرمم في مثل الحمم وهو الفحم. قال طرفة: [المديد]

أشجاك الربع أم قدمه ... أم رماد دارس حممه

وقوله:

وفي أكفهم النار التي عبدت ... قبل المجوس إلى ذا اليوم تضطرم

يعني بالنار: السيوف؛ لأنها معروفة قبل أن تعبد المجوس النار, وجعلها معبودةً لأنها تهاب ويغلب بها على الممالك, فيذل بها الأعزاء, فكأنها أرباب معبودة؛ وإنما يعني أصحاب السيوف فجعل الخبر عنها, وذلك كثير يسمون الشيء باسم ما قاربه ويصفونه بصفته.

وقوله: (١٩٤/ب)

قاسمتها تل بطريقٍ فكان لها ... أبطالها ولك الأطفال والحرم

قاسمتها؛ يعني السيوف, فكان لها أبطالها؛ أي قتلهم بها, فكأنها قاسمتك تل بطريقٍ, فكان لها الأبطال, ولك الحرم والأطفال لأنك سبيتهم.

وقوله:

تلقى بهم زبد التيار مقربةً ... على جحافلها من نضحه رثم

التيار: الموج, وزبده من زبد الماء, والمقربة: الخيل التي جرت عادتها بأن تقرب عند البيوت, وقد مضى ذكرها. والرثم: بياض جحفلة الفرس السفلى, وقد استعمل ذلك في الظباء. قال عنترة: [الكامل]

وكأنما التفتت بجيد جدايةٍ ... رشأٍ من الغزلان حر أرثم

<<  <   >  >>