للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وداعٍ دعاه البغي والحين كاسمه ... وللحين أحداث تصد عن الحزم

وقوله:

وأرهب حتى لو تأمل درعه ... جرت جزعًا من غير نارٍ ولا فحم

هذا سرف في الصفة؛ يقول: لو نظر إلى درعه وهي حديد لذابت, والمعروف في الفحم تحريك الحاء, قال الراجز: [الرجز]

جاؤوا بزوريهم وجئنا بالأصم ... شيخٍ لنا معاودٍ ضرب البهم

وقاتلوا لو ينفخون في فحم

(٢٠٣/ب) يعني بزوريهم: تثنية زورٍ, وهو شيء كانت العرب تفعله في الجاهلية يجيئون بالصنم الذي يعبدونه أو شيء ينصبونه, ثم يقولون: لا نفر حتى يفر هذا المنصوب.

وقوله: لو ينفخون في فحم, أي: وقاتلوا لو ينتفعون بالقتال؛ وإنما مثلهم مثل من ينفخ في حطبٍ لا تأخذ فيه النار. وقال النابغة الذبياني في صفة الثور الوحشي: [البسيط]

مقابل الريح روقيه وصفحته ... كالهبرقي تنحى ينفخ الفحما

الهبرقي: الصائغ والحداد. وتنحى: أي اعتمد, ويروى: تشحى من شحا فاه إذا فتحه.

وقوله:

وجاد فلولا جوده غير شاربٍ ... لقيل كريم هيجته ابنة الكرم

جاد: فيه ضمير يعود إلى الممدوح, وغير شاربٍ: منصوب على الحال, وقدجرت عادة العرب أن تصف من سكر بالجود وتوهم الباطل. قال عنترة: [الكامل]

<<  <   >  >>